نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 175
المبحث الأول
الأحاديث المقبولة حول السنة المطهرة وما
يتعلق بها
من خلال مطالعتنا للمصادر السنية والشيعية الداعية إلى التزام السنة
المطهرة نلاحظ توافق الجميع على ضرورة ذلك، وأن أولى الناس ببيان حقائق الدين،
وشرحها، وتفصيلها، هو الرسول a،
باعتباره مكلفا من الله تعالى بهذه الوظيفة الخطيرة، كما قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا
إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ
يَتَفَكَّرُونَ﴾ [النحل: 44]
لكن الفرق بينهما لا يعدو في صياغة هذه المعاني؛ فبينما نجد المصادر
السنية تسمي ذلك سنة، أو تدعو مباشرة إلى ذلك الاتباع، نجد المصادر الشيعية، وخاصة
الموقوفة منها على أئمة الهدى، تقرن معها الحديث عن الإمامة، باعتبارها المبلغ عن
النبوة.
وهي بذلك لا تكتفي بالدعوة لحفظ السنة، وإنما تدعو كذلك إلى حفظ الوسائط
والوسائل التي بلغتها حتى لا تختلط بغيرها.
وربما يكون السبب الأكبر في تلك الدعوة انتشار ظاهرة الوضع، واختلاطها مع
رواية الحديث والسنن؛ حيث أصبح في مقدور كل واحد أن يعقد المجالس، ويلتف حوله
التلاميذ، لينشر بعد ذلك ما شاءت له نفسه من الروايات.
وبناء على هذا، ومراعاة لهذا الاعتبار، قسمنا هذا المبحث إلى قسمين،
أحدهما يختص بالمصادر السنية، والثاني بالمصادر الشيعية، وسنرى في الأخير أنهما
متوافقان تماما في ضرورة اتباع سنة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وكونه المبلغ الوحيد عن الله، وأن ما جاء به أئمة الهدى ليس سوى
ميراث ورثوه من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
أو زيادة شرح وتفصيل وبيان لما جاء به.
أولا ـ الأحاديث المقبولة في المصادر
السنية:
نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 175