نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 212
يطوف على إحدى عشرة امرأة له في
الساعة الواحدة، كما ثبت في الصحيحين، وهذا كله من زيادة القوة)[1]
ويقول ابن حجر: (وفيه ما خص به
الأنبياء من القوة على الجماع الدال ذلك على صحة البنية، وقوة الفحولية، وكمال
الرجولية، مع ما هم فيه من الاشتغال بالعبادة والعلوم)[2]
ويقول المناوي: (إن سليمان - عليه
السلام - تمنى أن يكون له ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، فأعطي الملك، وأعطي القوة
في الجماع؛ ليتم له الملك على خرق العادة من كل الجهات؛ لأن الملوك يتخذون من
الحرائر والسراري بقدر ما أحل لهم ويستطيعونه، فأعطي سليمان - عليه السلام - تلك
الخصوصية ليتميز بها عنهم، فكان نساؤه من جنس ملكه الذي لا ينبغي لأحد من بعده)[3]
وهكذا استطاعت أمثال هذه النصوص أن
تنحرف بالنبوة عن معناها السامي الذي قصده القرآن الكريم إلى معان باهتة محتقرة
تتفق تماما مع المنهج الذي كان يفكر به فرعون وهامان ومعاوية ويزيد.
وكان في إمكانهم بدل هذا أن يذكروا ما
ورد من طاقاته a العجيبة في تحمل وحي الله، والقيام بالتكاليف الشديدة التي
يتطلبها، كما أشار إلى ذلك قوله تعالى في بيان ثقل الرسالة وعظمها وشدتها: ﴿إِنَّا
سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا﴾ [المزمل: 5]
ولا يقف الأمر عند ذلك.. فالوحي
يتطلب تنفيذا.. كما يتطلب تبليغا.. كما يتطلب