نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 213
مواجهة.. وفي كل ذلك كان رسول الله
a مثال القوة في التنفيذ،
والقوة في التبليغ، والقوة في المواجهة.
وكمثال على قوته في التنفيذ ذلك
الأمر الإلهي الشديد الذي نزل عليه في أول نبوته، والتزمه a إلى أخر لحظة من حياته..
قيام الليل.. فقد كان من أول ما نزل عليه قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا
الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ
مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا
(4)﴾ [المزمل: 1 - 4]
وقد كان a حريصا على تطبيق هذا الأمر الإلهي
مع شدته، ومع الظروف الخطيرة التي مر بها، والتي كانت تستدعي منه أن يأخذ حظه من
النوم بالليل، ولكنه كان يأبى ذلك.. ويجعل أكثر ليله قياما لله، بعد نهار ممتلئ
بالمشاق والمتاعب.. ومن الأمثلة الواردة في ذلك، والتي كان يمكن الاستدلال بها على
قوته a:
[الحديث: 369] ما رواه حذيفة من قوة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في العبادة، حيث قال: صليّت مع النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم ذات ليلة، فافتتح
البقرة فقلت: يركع عند المائة. قال: ثُمّ مضى فقلت: يصلي بها في ركعة فمضى، فقلت:
يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلاً إذا مرّ
بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مر بتعوّذ تعوَّذ، ثم ركع فجعل
يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحواً من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده،
ثم قام طويلاً قريباً مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريباً
من قيامه[1].
[الحديث: 370] وعن عبد الله بن مسعود، قال: صليّت مع النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم ذات ليلة فلم