نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 227
الإدراكية ما ينقضي دونه العجب لم
يعلم بالسحر طول تلك المدة، حتى جاءه ملكان، وأخبراه بعد أن تنصت a لقولهما..
ولست أدري ماذا يفعلون بقوله تعالى:
﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ
الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ [الضحى: 3 - 5]،
وغيرها من الآيات الكريمة التي وعد الله فيها نبيه a بألا يتخلى عنه، وأن يعطيه كل ما يرضى، وأن يبعد عنه كل ما يؤذيه.
ولست أدري كيف غاب عنهم تلك الآيات
الكريمة التي تذكر ما آتى الله أنبياءه عليهم الصلاة والسلام من معرفة المغيبات،
كما قال تعالى عن يوسف عليه السلام: ﴿لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ
تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا
ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي﴾ [يوسف: 37]
وقال على لسان المسيح عليه السلام: ﴿وَأُنَبِّئُكُمْ
بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ﴾ [آل عمران: 49]
وهكذا ورد في السنة النبوية الكثير
من الأحاديث التي تنبئ عن قدرات الرسول a الخارقة في هذا المجال، وهي دليل على كمالاته الكثيرة، والتي هي
نبع من فيض إيمانه وتقواه، والتي لأجلها حصلت له تلك العصمة والحفظ الإلهي من أن
يتسلط عليه أي متسلط من الإنس أو الجن[1].
وهذا ما يوقع المدافعون عن تلك
الروايات في حرج عظيم.. فكيف يخبر الله نبيه a عن كل تلك الحوادث، ويخبره مباشرة عما يكاد له، من غير حاجة إلى
ملاك أو غيره.. إلا في حديث السحر.. فهل كان للسحرة من الكيد والقدرة على التخفي
ما لم يستطع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن يطلع عليه؟