نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 26
احتج الإمام زيد بن علي ببعض تلك الأحاديث في جواب له على من سأله من أهل
المدينة حيث قال: (وكتبت تسألني عن رواة الصحابة للآثار عن الرسول a، وقلت: إنك قد نظرت في روايتهم
فرأيت فيها ما يخالف الحق، فاعلم يرحمك الله أنه ما ذهب نبي قط من بين أمته إلاَّ وقد
أثبت الله حججه عليهم؛ لئلا تبطل حجج الله وبيناته، فما كان من بدعة وضلالة فإنما هو
من الحدث الذي كان من بعده، وإنه يكذب على الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه، وقد قال
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (اعرضوا الحديث
إذا سمعتموه على القرآن فما كان من القرآن فهو عني وأنا قلته، وما لم يكن على القرآن
فليس عني ولم أقله، وأنا بريء منه) [1]
واحتج به الإمام القاسم بن إبراهيم (المتوفى
246هـ)، فقد قال: (وقد قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (أيها الناس قد كُذِبَ على الأنبياء الذين كانوا من قبلي، وسيكذب
علي من بعدي، فما أتاكم فاعرضوه على كتاب الله، فإن وافق كتاب الله فهو مني، وإن لم
يوافق كتاب الله فليس مني).. فكيف يدعونا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ويأمرنا بشيء ليس لنا فيه النظر؟ لقوله: (اعرضوه على كتاب الله) [2]
واحتج به الإمام الهادي (المتوفى
298هـ)، فقال: (وفي ذلك ما يروى عن النبي المصطفى عليه وآله أفضل صلاة أرحم الراحمين،
من أنه قال: (سيكذب علي كما كذب علىَّ الأنبياء من قبلي، فما أتاكم عني فاعرضوه على
كتاب الله، فما وافق كتاب الله فهو مني وأنا قلته، وما خالف كتاب الله فليس مني ولم
أقله).. يريد a
أن ما وافق الكتاب مما روي عنه من الأحكام، ومن شرائع الإسلام فإنه منه أخذ، وإنه جاء
به عن الله، وما خالف الكتاب