نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 8
الرواة؛ فذلك ليس من شأننا، وإنما نردها بناء على عدم موافقتها للأصول
التي جاءت بها الشريعة، ونكل رواتها إلى الله تعالى، بل إننا لا نتعرض لهم أصلا؛
فقد اكتفينا في أكثر أحاديث السلسلة بذكر الأحاديث دون ذكر رواتها، وإنما نقتصر
على ذكر مصادرها في الهوامش.
وأعيد هنا ما ذكرته في بعض كتبي من أن ردي لبعض الأحاديث الواردة في
المصادر الحديثية المختلفة (ليس ناشئا عن اعتقادي أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قالها أو فعلها؛ فذلك عين الضلال، بل عين الكفر؛
فمن يتجرأ على تكذيب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لا يبقى له من الإسلام شيء.. ومثل ذلك فإني لا أتهم الصحابي الذي روى
الحديث، لأن الحديث لم نسمعه من الصحابة مباشرة، وإنما ورد إلينا عن طريق طويل قد
يختلط فيه الحابل بالنابل، والمحق من المبطل.. ومثل ذلك لا أتهم صاحب الكتاب الذي
ورد فيه الحديث، لأن أكثر المحدثين كانوا يجمعون الأحاديث، ويتركون المواقف منها
ومن فهمها للفقهاء والمفسرين وغيرهم.. ومثل ذلك لا أتهم أي راو من الرواة بأنه هو
من وضع الحديث لأن ذلك غيب.. والله أعلم به) [1]
وقد ذكرت فيه أن كل الذي أفعله هو أني أعرض الحديث على القرآن الكريم والفطرة
الصافية، والعقل السليم. فإن وجدت الحديث موافقا لها، قلت به، وصدقته حتى لو كان
راويه متهما بالضعف، وكل حديث مخالف لذلك أنكرته ونقدته حتى لو كان الراوي قد وُثّق
من الجميع..
وسبب ذلك هو اعتقادي أنه من الصعوبة، بل من المحال التوثيق المطلق
والتضعيف المطلق لأي راو، فقد قال تعالى لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في شأن المنافقين: ﴿وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ
مِنَ