نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 213
حتى دق جليله، ولطف غليظه، وبرق له لامع كثير البرق، فأبان له الطريق،
وسلك به السبيل، وتدافعته الابواب إلى باب السلامة، ودار الاقامة، وثبتت رجلاه بطمأنينة
بدنه في قرار الامن والراحة بما استعمل قلبه، وأرضى ربه)[1]
[الحديث: 506] سئل الإمام علي عن قوله تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ
أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [يونس:
62] فقال: (هم قوم أخلصوا لله تعالى في عبادته، ونظروا إلى باطن الدنيا حين نظر
الناس إلى ظاهرها، فعرفوا آجلها، حين غر الناس سواهم بعاجلها، فتركوا منها ما
علموا أنه سيتركهم وأماتوا منها ماعلموا أنه سيميتهم)
ثم قال: (أيها المعلل نفسه بالدنيا، الراكض على حبائلها، المجتهد في
عمارة ما سيخرب منها، ألم تر إلى مصارع آبائك في البلى ومضاجع أبنائك تحت الجنادل
والثرى، كم مرضت بيديك، وعللت بكفيك، تستوصف لهم الاطباء، وتستعتب لهم الاحباء،
فلم يغن عنهم غناؤك، ولا ينجع فيهم دواؤك)[2]
[الحديث: 507] قال الإمام علي: (إن أولياء الله هم الذين نظروا إلى باطن
الدنيا، إذا نظر الناس إلى ظاهرها، واشتغلوا بآجلها إذا اشتغل الناس بعاجلها،
فأماتوا منها ما خشوا أن يميتهم، وتركوا منها ما علموا أنه سيتركهم، ورأوا استكثار
غيرهم منها استقلالا، ودركهم لها فوتا، أعداء ما سالم الناس، وسلم ما عادى الناس
بهم علم الكتاب، وبه علموا، وبهم قام الكتاب وبه قاموا، لايرون مرجوا فوق ما
يرجون، ولا مخوفا فوق ما يخافون)[3]