نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 216
إلا أتاه به ذلك ولو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام ماخرج منه
ولوطار من أسفلها غراب مابلغ أعلاها حتى يسقط هرما.. ألا ففي هذا فارغبوا! إن المؤمن
من نفسه في شغل والناس منه في راحة، إذا جن عليه الليل افترش وجهه، وسجدلله عز وجل
بمكارم بدنه، يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته، ألا فهكذا كونوا)[1]
ب ـ ما روي عن الإمام الحسن:
[الحديث: 512] قال الإمام الحسن في بعض خطبه: (أيها الناس إنما اخبركم عن
أخ لي كان من أعظم الناس في عيني، وكان رأس ماعظم به في عيني صغر الدنيا في عينه،
كان خارجا من سلطان بطنه، فلايشتهي مالايجد، ولايكثر إذا وجد، كان خارجا من سلطان
فرجه، فلا يستخف له عقله ولا رأيه، كان خارجا من سلطان الجهالة، فلايمد يده إلا
على ثقة لمنفعة.. كان لايتشهى، ولا يتسخط، ولايتبرم، كان أكثر دهره صماتا، فاذا
قال بذ القائلين، كان لايدخل في مراء، ولايشارك في دعوى، ولايدلي بحجة حتى يرى
قاضيا، وكان لايغفل عن إخوانه ولايخص نفسه ب شيء دونهم، كان ضعيفا مستضعفا فإذا
جاء الجد كان ليثا عاديا.. كان لايلوم أحدا فيما يقع العذر في مثله حتى يرى
اعتذارا، كان يفعل ما يقول ويفعل مالا يقول كان إذا ابتزه أمران لايدري أيهما
أفضل، نظر إلى أقربهما إلى الهوى فخالفه، وكان لايشكو وجعا إلا عند من يرجو عنده
البرء، ولايستشير إلا من يرجو عنده النصيحة، كان لايتبرم، ولايتسخط، ولايتشكى، ولايتشهى،
ولاينتقم ولايغفل عن العدو، فعليكم بمثل هذه الاخلاق الكريمة، إن أطقتموها، فان لم
تطيقوها كلها فأخذ القليل خير من ترك الكثير، ولاحول ولاقوة إلا بالله)[2]