نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 234
يزالوا مستضعفين قليلين منذ خلق الله آدم عليه السلام)[1]
[الحديث: 560] قيل للإمام الصادق: إن عمارا الدهني شهد اليوم عند ابن أبي
ليلى قاضي الكوفة بشهادة فقال له القاضي: قم يا عمار فقد عرفناك لا تقبل شهادتك
لانك رافضي؛ فقام عمار وقد ارتعدت فرائصه واستفرغه البكاء فقال له ابن أبي ليلى:
أنت رجل من أهل العلم والحديث إن كان يسوؤك أن يقال لك رافضي فتبرأ من الرفض؛ فأنت
من إخواننا، فقال له عمار: (يا هذا ما ذهبت والله حيث ذهبت، ولكن بكيت عليك وعلي،
أما بكائي على نفسي فانك نسبتني إلى رتبة شريفة لست من أهلها، زعمت أني رافضي ويحك
لقد حدثني الإمام الصادق أن أول من سمي الرافضة السحرة الذين لما شاهدوا آية موسى
في عصاه آمنوا به واتبعوه، ورفضوا أمر فرعون، واستسلموا لكل ما نزل بهم، فسماهم
فرعون الرافضة لما رفضوا دينه، فالرافضي كل من رفض جميع ما كره الله، وفعل كل ما
أمره الله، فأين في هذا الزمان مثل هذا؟.. وإن مابكيت على نفسي خشيت أن يطلع الله
عز وجل على قلبي وقد تلقبت هذا الاسم الشريف على نفسي فيعاتبني ربي عز وجل ويقول:
يا عمار أكنت رافضا للاباطيل، عاملا بالطاعات كما قال لك؟ فيكون ذلك بي مقصرا في
الدرجات إن سامحني، وموجبا لشديد العقاب علي إن ناقشني، إلا أن يتداركني موالي
بشفاعتهم.. وأما بكائي عليك فلعظم كذبك في تسميتي بغير اسمي وشفقتي الشديدة عليك
من عذاب الله أن صرفت أشرف الأسماء إلي، وإن جعلته من أرذلها كيف يصبر بدنك على
عذاب كلمتك هذه؟).. فقال الإمام الصادق: (لو أن على عمار من الذنوب ما هو أعظم من
السماوات والأرضين لمحيت عنه بهذه الكلمات، وإنها لتزيد في حسناته عند ربه عز وجل