نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 294
[الحديث: 725] قال الإمام السجاد في وصيته لأصحابه: (كفانا الله وإياكم كيد
الظالمين، وبغي الحاسدين، وبطش الجبارين؛ أيها المؤمنون، ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ
اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران: 31] لا يفتننكم الطواغيت وأتباعهم
من أهل الرغبة في هذه الدنيا، المائلون إليها، المفتتنون بها، المقبلون عليها وعلى
حطامها الهامد، وهشيمها البائد غدا، واحذروا ما حذركم الله منها، وازهدوا فيما
زهدكم الله فيه منها، ولا تركنوا إلى ما في هذه الدنيا ركون من اتخذها دار قرار
ومنزل استيطان، والله إن لكم مما فيها عليها دليلا وتنبيها من تصريف أيامها وتغير
انقلابها ومثلاتها وتلاعبها بأهلها، إنها لترفع الخميل، وتضع الشريف، وتورد أقواما
إلى النار غدا،
ففي هذا
معتبر ومختبر وزاجر لمنتبه)[1]
[الحديث: 726] قال الإمام السجاد في وصيته لأصحابه: (إن الأمور الواردة عليكم
في كل يوم وليلة ـ من مظلمات الفتن، وحوادث البدع، وسنن الجور، وبوائق الزمان،
وهيبة السلطان، ووسوسة الشيطان ـ لتثبط القلوب عن تنبهها، وتذهلها عن موجود الهدى
ومعرفة أهل الحق إلا قليلا ممن عصم الله، فليس يعرف تصرف أيامها، وتقلب حالاتها
وعاقبة ضرر فتنتها إلا من عصم الله، ونهج سبيل الرشد، وسلك طريق القصد، ثم استعان
على ذلك بالزهد، فكرر الفكر، واتعظ بالصبر، فازدجر وزهد في عاجل بهجة الدنيا،
وتجافى عن لذاتها، ورغب في دائم نعيم الآخرة، وسعى لها سعيها، وراقب الموت، وشنأ الحياة مع
القوم الظالمين، نظر إلى ما في الدنيا بعين نيرة حديدة النظر، وأبصر حوادث الفتن
وضلال البدع وجور الملوك الظلمة)[2]