نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 93
أعداد لو تكلف المجتهد تحصيلها بغلبة الظن وشدة التتبع لأمكنه وقد فعل
ذلك بعض من تقدم، وفي الحكم بأن ذلك مراد النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم صعوبة، ثم إنه لا يلزم معرفة
أعيانها، ولا يقدح جهل ذلك في الإيمان، إذ أصول الإيمان وفروعه معلومة محققة والإيمان
بأنها هذا العدد واجب في الجملة)[1]
وقال ابن القيم: (الإيمان أصل له شعب متعددة، وكل شعبة تسمى إيماناً،
فالصلاة من الإيمان، وكذلك الزكاة والحج والصوم، والأعمال الباطنة كالحياء
والتوكل.. وهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها كشعبة الشهادة، ومنها ما لا
يزول بزوالها كترك إماطة الأذى عن الطريق، وبينهما شعب متفاوتة تفاوتاً عظيماً،
منها ما يلحق بشعبة الشهادة، ويكون إليها أقرب، ومنها ما يلحق بشعبة إماطة الأذى،
ويكون إليها أقرب، وكذلك الكفر ذو أصل وشعب، فكما أن شعب الإيمان إيمان، فشعب الكفر
كفر، والحياء شعبة من الإيمان، وقلة الحياء شعبة من شعب الكفر، والصدق شعبة من شعب
الإيمان، والكذب شعبة من شعب الكفر... والمعاصي كلها من شعب الكفر، كما أن الطاعات
كلها من شعب الإيمان)[2]
[الحديث: 147] عن معاذ
قال: كنت مع النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم في سفر، فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير،
فقلت: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار، قال:
(لقد سألتني عن عظيم، وإنه ليسيرٌ على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به
شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت)، ثم قال: (ألا أدلك
على أبواب الخير؟) قلت: بلى يا رسول الله، قال: (الصوم جنةٌ والصدقة تطفئ الخطيئة
كما يطفئ