نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 201
أبدا، وقد صلّى ذات يوم فسقط الرداء عن أحد منكبيه
فلم يسوّه حتّى فرغ من صلاته، فسأله بعض أصحابه عن ذلك، فقال: ويحك أتدري بين يدي
من كنت؟ إنّ العبد لا تقبل من صلاته إلّا ما أقبل عليه منها بقلبه، فقال الرّجل:
هلكنا، فقال: كلّا، إنّ الله عزّ وجلّ متمّم ذلك بالنوافل، وكان يخرج في اللّيلة
الظلماء فيحمل الجراب على ظهره، وفيه الصّرر من الدّنانير والدّراهم وربّما حمل
على ظهره الطعام أو الحطب حتّى يأتي بابا بابا فيقرعه، ثمّ يناول من يخرج إليه
وكان يغطّي وجهه إذا ناول فقيرا لئلّا يعرفه فلمّا توفّي فقدوا ذلك، فعلموا أنّه
كان الإمام السجاد، ولمّا وضع على المغتسل نظروا إلى ظهره وعليه مثل ركب الابل،
ممّا كان يحمل على ظهره إلى منازل الفقراء والمساكين، ولقد خرج ذات يوم وعليه مطرف
خزّ فتعرّض له سائل فتعلّق بالمطرف فمضى وتركه، وكان يشتري الخزّ في الشتاء وإذا
جاء الصّيف باعه فتصدّق بثمنه، ولقد نظر يوم عرفة إلى قوم يسألون الناس فقال:
ويحكم أغير الله تسألون في مثل هذا اليوم إنّه ليرجى في هذا اليوم لما في بطون
الحبالى أن يكون سعيدا ولقد كان يأبى أن يؤاكل امّه، فقيل له: يا ابن رسول الله
أنت أبرّ الناس وأوصلهم للرحم فكيف لا تؤاكل امّك؟ فقال: إنّي أكره أن تسبق يدي
إلى ما سبقت عينها إليه، ولقد قال له رجل: يا ابن رسول الله إنّي لأحبّك في الله
حبّا شديدا، فقال: اللهمّ إني أعوذ بك أن أحبّ فيك وأنت لي مبغض، ولقد حجّ على
ناقة له عشرين حجّة فما قرعها بسوط، فلمّا نفقت أمر بدفنها لئلّا يأكلها السباع،
ولقد سئلت عنه مولاة له فقالت: اطنب أو أختصر؟ فقيل لها: بل اختصري، فقالت: ما
أتيته بطعام نهارا قطّ، وما فرشت له فراشا بليل قطّ، ولقد انتهى ذات يوم إلى قوم
يغتابونه فوقف عليهم، فقال لهم: إن كنتم صادقين فغفر الله لي، وإن كنتم كاذبين
فغفر الله لكم، وكان إذا جاءه طالب علم فقال: مرحبا بوصيّة
نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 201