أن بعض الكتاب له والباقي ينسب إليه، وهكذا بالنسبة إلى خيام أو غيرهما..
هنا لا بد من الاستعانة بنسخ الكتاب أقدمها وأكثرها اعتبارا.. ونلاحظ أن جميع
الكتب لا تستغني عن هذا النوع من المعرفة. ديوان حافظ الذي طبعه المرحوم القزويني
واستفاد فيه من أكثر النسخ اعتبارا، يختلف اختلافا كبيرا مع النسخة الموجودة في كثير
من البيوت والمطبوعة.. وعندما ما تلقي نظرة إلى رباعيات الخيام، ربما ترى 200
(رباعية) في منزلة واحدة ومستوى واحد تقريبا، وإذا كان فيها أي اختلاف فإنه
كاختلاف أشعار كل شاعر مع العلم بأننا لو رجعنا تاريخيا إلى الوراء واقتربنا من
عصر الخيام، لرأينا أن المنسوب إليه قطعا يقل عن 20 رباعية، والباقي يشك في صحة انتسابه
إليه، أو أنه من نظم شعراء آخرين دون ترديد.. وعلى هذا فإن أولى مراحل معرفة
الكتاب هي أن نرى مدى اعتبار إسناد الكتاب الذي بين يدينا إلى مؤلفه، وهل يصح
إسناد كل الكتاب أم بعضه إليه؟ وفي هذه الحالة كم في المائة من الكتاب نستطيع
تأييد إسناده إلى المؤلف.. وعلاوة على ذلك، بأي دليل نستطيع أن ننفي بعضا ونؤيد
بعضا ونشك في البعض الآخر؟)[1]
وبعد أن قدم هذه المقدمة المهمة التي تبين سر الاهتمام بثبوت القرآن
الكريم، قال: (القرآن مستغن عن هذا النوع من المعرفة، ولهذا فإنه يعتبر الكتاب
الوحيد الذي يصح إسناده منذ القدم، ولا يمكننا الحصول على أي كتاب قديم قد مضى
عليه قرونا من الزمان وبقي إلى هذا الحد صحيحا معتبرا دون شبهة.. وأما الموضوعات
التي تطرح أحيانا، ومن قبيل المناقشة في بعض السور أو بعض الآيات، فإنها موضوعات
خاطئة ولا داعي لعرضها في الدراسات القرآنية، القرآن تقدم على علم معرفة النسخ،
ولا يوجد أدنى ترديد في أن الذي جاء بهذه الآيات من الله عز وجل، هو محمد بن عبد
الله a.. جاء بها عنوانا
للإعجاز،