تكتب تاتار وتكتب تتار، وهي اسم لشعب يختلف مدلوله باختلاف العصور. وقد
ورد في الكتابات الاورخونيّة التركيّة التي يرجع تاريخها إلى القرن الثامن، ذكر
طائفتين من القبائل التتريّة، وهما (التتر الثلاثون) و(التتر التسعة) ولكن
(طومسون) (nosmohT) يرى
أنّ التتار اسم يطلق حتى في ذلك العصر على المغول أو فريق منهم، وليس الشعب
التركي! ويقول: إنّ هؤلاء التتار كانوا يعيشون على وجه التقريب في الجنوب الغربي
من بحيرة بيكال حتى كرولين. ويقول: إنّ الترك اخرجوا من منغوليا ليحلّ محلّهم
المغول، حينما قامت إمبراطوريّة قرهخطائي. وقد صحبت بعض العشائر التتريّة قبائل
الترك حين خرجت من منغوليا وسارت معها متّجهة من أواسط آسيا) [1]
إلى آخر التفاصيل الكثيرة التي ذكرها وناقشها، وناقش الوثائق التي تستند
إليها، والتي رجع فيها لكل المختصين من المسلمين وغير المسلمين، ومن المدارس
المختلفة.
وهكذا نجد في كل التفاسير أمثال هذه التحقيقات التي تفتقدها للأسف تفاسير
المدارس السنية، وخاصة تلك المنتشرة بكثرة، والتي يهيمن عليها التوجه السلفي،
باعتبار السعودية هي التي تقوم بنشر أمثال تلك التفاسير، وعلى نفقتها، وتباع
بأسعار رخيصة جدا، وأقل بكثير من ثمن التكلفة.
ومن الأمثلة على ذلك ما أورده العلامة ناصر مكارم الشيرازي في تفسير قوله
تعالى: { وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ الله} [التوبة: 30] تحت عنوان [من
هُوَ عزيرٌ؟!]: (عزير في لغة العرب هو (عزرا) في لغة اليهود، ولمّا كانت العرب
تغيّر في بعض الكلمات التي تردها من لغات أجنبية وتجري على لسانها، وذلك كما هي
الحال في إِظهار المحبّة خاصّة فتصغر الكلمة، فصغرت عزرا إِلى عُزير، كما بُدلت
كلمة يسوع العبرية إِلى عيسى في العربية،