1. ما أورده في سورة النساء يبدأ بذكر ثواب قراءتها، فيذكر رواية مرسلة
عن النبي a أنّ من قرأها فكأنما
تصدق على كل من ورث ميراثا.
2. أنّ حوّاء إنما سمّيت حوّاء؛ لأنها خلقت من حيّ، والمرأة سمّيت بذلك؛
لأنها مخلوقة من المرء، أي الرجل.. ثم يناقض ذلك بذكر رواية تنفي أن تكون خلقت من
ضلع آدم، بل إنها خلقت من فاضل طينته.. ويتعرّض لكيفية تزاوج ولد آدم، وينفي أن
يكون قد تزوّج الذكر من كل بطن مع الأنثى من بطن آخر؛ لأن ذلك مستنكر حتى عند
البهائم. وبلغه أنّ بهيمة تنكّرت له أخته فنزا عليها، فلما كشف عنها أنها أختها جب
نفسه بأسنانه وخرّ ميّتا.
ثم عقب عليها بقوله: (وهكذا يذكر الروايات تباعا من غير نظر في الإسناد
والمتون، ولا مقارنتها مع أصول المذهب أو دلالة العقول.. ونحن نجلّ مقام الأئمة
المعصومين عن الإفادة بمثل هذه التافهات الصبيانية، الّتي تحطّ من مقامهم الرفيع،
فضلا عن منافاتها مع رفعة شأن القرآن الكريم.. نعم قد يوجد خلال هذه التافهات بعض
الكلام المتين؛ إذ قد يوجد في الأسقاط ما لا يوجد في الأسفاط، لكنه من خلط السليم
بالسقيم، الّذي يتحاشاه أئمة أهل البيت عليهم السّلام)[1]
وهو لصالح بن آغا محمد تقي الْبَرَغاني القزويني الحائري (ت. 1263 هـ)، من
علماء العهد القاجاري، وكان معاصراً لنشوء الفرقة البابية في إيران، وهي الفرقة
التي تولدت منها الديانة البهائية، وقد تُوفي مقتولاً بسبب نهوضه ضد الحركة
البابية آنذاك، ولذلك يُطلق عليه مريدوه لقب الشهيد الثالث.
[1]
التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب، ج2، ص: 330.