قال العلامة المعرفة عن تفسيره: (يظهر من تفسيره هذا أنه كان متبحّرا في شتّى
العلوم الإسلامية التي كانت دارجة ذلك العهد، من الفلسفة والكلام، والأدب واللغة،
والفقه والحديث.. وقد اضطلع بعلم التفسير والتأويل.. وتفسيره هذا من خير تفاسير
ذلك العهد، وهو حصيلة ما سبقه من أمهات تفاسير أصحابنا الإمامية: النقلية
والاجتهادية، قد جمع فيه من لباب البيان وعباب التعبير، أينما وجده طي الكتب
والتفاسير السابقة عليه، والتي كانت راقية لديه. فقد اختار حسن تعبير البيضاوي،
اقتداء بشيخه الفيض الكاشاني في تفسيره الصافي، كما انتخب من أسلوب الطبرسي في (مجمع
البيان) تبويبه وترتيبه، مضيفا إليه ما استحسنه من (كشّاف) الزمخشري وحواشي
العلّامة الشيخ البهائي، وكثيرا من تأويلات جاءت في تفاسير أهل الرّمز والإشارات..
وقد قرّظ تفسيره علمان من أعلام الأمة: المجلسي العظيم، والخوانساري الكبير، مما
يدلّك على جلالة قدر هذا التفسير الفخيم)[1]
ثم يذكر اهتمامه بالجمع بين المنقول والمعقول، أو التفسير الأثري
والاجتهادي، فيقول: (بحق إنه تفسير جامع كامل، مع إيجازه وإيفائه، شمل جوانب
مختلفة من الكلام حول تفسير كلام الله، فلم يترك شاردة ولا واردة من الأحاديث
الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السّلام إلّا أوردها وتعرّض لها بتفصيل، ثم الأدب
واللغة بشكل مستوعب، ثم مسائل الكلام والفلسفة والفقه في مجالاته المناسبة، وأخيرا
يتعرّض لتأويل الآية وتفسير بطونها حسب تعبيره، ومن ثم فإنه يعدّ من التفاسير
الجامعة الشاملة لكل جوانب التفسير المعهود ذلك الحين)[2]
[1]
التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب، ج2، ص: 402.