responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنس الجليل نویسنده : العُلَيْمي، أبو اليُمْن    جلد : 1  صفحه : 39
إِنَّك أَنْت السَّمِيع الْعَلِيم) وَكَانَ وقُوف إِبْرَاهِيم عَليّ حجر وَهُوَ يَبْنِي وَذَلِكَ الْموضع هُوَ مقَام إِبْرَاهِيم وَاسْتمرّ الْبَيْت على مَا بناه إِبْرَاهِيم إِلَى أَن هدمته قُرَيْش سنة خمس وَثَلَاثِينَ من مولد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبَنوهُ وَكَانَ بِنَاء الْكَعْبَة بعد مُضِيّ مائَة سنة من مولد إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام فَيكون بالتقريب بَين بِنَاء الْكَعْبَة وَبَين الْهِجْرَة الشَّرِيفَة أَلفَانِ وَسَبْعمائة وَثَلَاث وَتسْعُونَ سنة وَقد مضى من الْهِجْرَة الشَّرِيفَة الى عصرنا هَذَا تِسْعمائَة سنة كَامِلَة فَيكون الْمَاضِي من بِنَاء إِبْرَاهِيم الْخَلِيل الْكَعْبَة الشَّرِيفَة الى آخر تِسْعمائَة سنة من الْهِجْرَة النَّبَوِيَّة ثَلَاثَة آلَاف وسِتمِائَة وَثَلَاث وَتِسْعين سنة وَالله أعلم وَسَيَأْتِي ذكر مَا وَقع فِي الْكَعْبَة الشَّرِيفَة من الْهدم وَالْبناء فِي السِّيرَة الشَّرِيفَة المحمدية وَفِي ذكر بِنَاء عبد الْملك بن مَرْوَان لمَسْجِد بَيت الْمُقَدّس ان شَاءَ الله تَعَالَى ((ذكر قصَّة الذَّبِيح)) ثمَّ أَمر الله إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام ان يذبح وَلَده وفداه الله تَعَالَى بكبش وَقد اخْتلف فِي الذَّبِيح هَل هُوَ إِسْحَاق أم اسماعيل فالكنعانيون يَقُولُونَ انه إِسْحَاق وَهُوَ قَول عَليّ وَابْن مَسْعُود وَكَعب وَمُقَاتِل وَقَتَادَة وَعِكْرِمَة وَالسُّديّ وَقَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا هُوَ اسماعيل وَهُوَ قَول سعيد بن الْمسيب وَالشعْبِيّ وَالْحسن وَمُجاهد وكلا الْقَوْلَيْنِ يرْوى عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمن قَالَ ان الذَّبِيح إِسْحَاق فقد احْتج بقوله عز وَجل (فبشرناه بِغُلَام حَلِيم) فَلَمَّا بلغ مَعَه السَّعْي أمره بِذبح من بشر بِهِ وَلَيْسَ فِي الْقرَان انه بشر بِولد غير إِسْحَاق وَمن قَالَ ان الذَّبِيح اسماعيل احْتج لَهُ بِمَا قيل ان ذكر الْبُشْرَى بِإسْحَاق بعد الْفَرَاغ من قصَّة الْمَذْبُوح فَقَالَ تَعَالَى (وبشرناه بِإسْحَاق نَبيا من الصَّالِحين) فَدلَّ على ان الْمَذْبُوح غَيره

وَقسم الأَرْض عَلَيْهِ فَقَالَ تَعَالَى وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لأخلقن مِمَّا أتيت بِهِ خلقا ولأسلطنك على قبض أَرْوَاحهم لقلَّة رحمتك بهم فَجعل نصف تِلْكَ القبضة فِي الْجنَّة وَنِصْفهَا فِي النَّار وَقَالَ أَنا الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا أَنا أَقْْضِي وَلَا يقْضِي عَليّ (ذكر آدم عَلَيْهِ السَّلَام) قَالَ النَّبِي صلي الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله خلق آدم من قَبْضَة قبضهَا من جَمِيع الأَرْض فجَاء بَنو آدم على قدر الأَرْض مِنْهُم الْأَحْمَر وَالْأسود والأبيض وَمَا بَين ذَلِك وَمِنْهُم الْحزن والسهل وَبَين ذَلِك وَإِنَّمَا سمي آدم لِأَنَّهُ خلق من أَدِيم الأَرْض وَلما خلق الله جَسَد آدم تَركه أَرْبَعِينَ لَيْلَة وَقيل أَرْبَعِينَ سنة ملقى بِغَيْر روح (وَقَالَ الله تَعَالَى للْمَلَائكَة إِذا نفخت فِيهِ من روحي فقعوا لَهُ ساجدين فَلَمَّا نفخ فِيهِ الرّوح سجد لَهُ الْمَلَائِكَة كلهم أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيس أبي واستكبر وَكَانَ من الْكَافرين) وَلم يسْجد كبرا وبغياً فأوقع الله تَعَالَى على إِبْلِيس اللَّعْنَة والاياس من رَحمته وَجعله شَيْطَانا رجيماً وَأخرجه من الْجنَّة بعد أَن كَانَ ملكا على سَمَاء الدُّنْيَا وَالْأَرْض وخازناً من خَزَنَة الْجنَّة واسكن الله تَعَالَى آدم الْجنَّة ثمَّ خلق الله تَعَالَى من ضلع آدم حَوَّاء زَوجته سميت بذلك لِأَنَّهَا خلقت من شَيْء حَيّ فَأوحى الله تَعَالَى إِلَيْهِ (يَا آدم اسكن أَنْت وزوجك الْجنَّة وكلا مِنْهَا رغداً حَيْثُ شئتما وَلَا تقربا هَذِه الشَّجَرَة فتكونا من الظَّالِمين) ثمَّ أَرَادَ إِبْلِيس عَلَيْهِ اللَّعْنَة أَن يدْخل الْجنَّة ليوسوس لآدَم وحواء فَمَنعه الخزنة فَعرض نَفسه على دَوَاب الأَرْض أَن تحمله حَتَّى يدْخل الْجنَّة ليكلم آدم وَزَوجته فَكل الدَّوَابّ أَبَت ذَلِك إِلَّا الْحَيَّة فَإِنَّهَا أدخلته الْجنَّة بَين نابيها وَكَانَت إِذْ ذَاك على غير شكلها الْآن فَلَمَّا دخل إِبْلِيس الْجنَّة وسوس لآدَم وحواء وَحسن عِنْدهمَا الْأكل من الشَّجَرَة الَّتِي نهاهما الله تَعَالَى عَنْهَا وَهِي الْحِنْطَة فِي قَول وَقرر عِنْدهمَا بعد أَن حلف لَهما إنَّهُمَا إِن أكلا مِنْهَا خلدا وَلم يموتا (فأكلا مِنْهَا فبدت لَهما سوآتهما) أَي ظَهرت لَهما

نام کتاب : الأنس الجليل نویسنده : العُلَيْمي، أبو اليُمْن    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست