نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه جلد : 2 صفحه : 429
وقال أخوه عبد الله:
- «اخلعه مكانك، وادع الناس إلى خلعه، فليس يختلف عليك رجلان.» فأخذ برأى عبد الله [511] فخلع سليمان ودعا الناس إلى خلعه، وخطب:
- «أيها الناس، إنّى قد جمعتكم من عين التمر وفيض البحر، فضممت الأخ إلى أخيه والولد إلى أبيه، وقسمت بينكم فيئكم، وأجريت عليكم أعطياتكم غير مكدّرة ولا مؤخّرة، وقد جرّبتم الولاة [قبلي،] [1] أتاكم أميّة، فكتب إلى أمير المؤمنين أنّ خراج خراسان لا يقيم مطبخى، ثمّ جاءكم أبو سعيد [2] ، فدوّم [3] ثلاث سنين ولا تدرون: أفى طاعة أنتم أم فى معصية، لم يجب فيئا، ولا نكا عدوّا. ثمّ جاءكم بنوه بعده. فحل تنازى [4] إليه النساء، وإنّما خليفتكم يزيد بن ثروان هبنّقة القيسي، فلم يجبه أحد..» فغضب وقال:
- «.. لا أعزّ الله من نصرتم، والله لو اجتمعتم على غير ما كسرتم قرنه يا أهل السافلة- ولا أقول العالية- يا أوباش الصدقة، جمعتكم كما تجمع إبل الصدقة من كلّ أوب، يا معشر بكر بن وائل، يا أهل النفح والكذب والبخل! بأىّ يوميكم تفخرون: بيوم حربكم، أم يوم سلمكم؟ يا أصحاب مسيلمة، يا بنى ذميم- ولا أقول: تميم- يا أهل الخور والقصف والغدر، كنتم تسمّون الغدر [512] فى الجاهليّة كيسا [5] ، يا معشر عبد القيس القساة، تبدّلتم من أبر النخل أعنّة الخيل، يا [1] ما بين [] غير مقروء فى الأصل، فزدناه من مط، كما يوافق الطبري. [2] كتب فى حاشية الأصل: «يعنى المهلّب.» [3] فدوّم ثلاث سنين: كذا فى الأصل ومط. وما فى الطبري (8: 1287) : فدوّم بكم ثلاث سنين (بزيادة «بكم» ) [4] تنازى إليه النساء: كذا فى الأصل. وفى مط: ينادى إليه الثناء. وما فى الطبري: تبارى إليه النساء. [5] فى الأصل والطبري: كيسان. وما فى مط: كيس.
نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه جلد : 2 صفحه : 429