نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 558
عمال الفرس أعداء الروم، قد مدوا لهم يد العون[1].
ويصل امرؤ القيس إلى القسطنطينية، ويستقبله الأمبراطور "جستنيان" "527-565م" استقبالا حسنا، وإن لم يقدم له المساعدة المطلوبة، فالنجدة التي طلبها امرؤ القيس كبيرة جدا، والجيش الرومي لم يكن مستعدا للقتال في الصحراء، ثم إن الغاية التي جاء من أجلها امرؤ القيس -وهي الأخذ بثأر رجل واحد- كانت بعيدة عن سياسة الروم ومألوفهم، فضلا عن أن الإمبراطورية الرومانية كانت مهددة بهجمات البرابرة، ومن ثم فالإمبراطور في حاجة إلى الدفاع عن إمبراطوريته نفسها[2].
وهناك رواية تذهب إلى أن الإمبراطور جستنيان قد أكرم امرأ القيس، وأصبحت للشاعر الكندي منزلة رفيعة عنده، وأنه كان يدخل معه الحمام، وأن امرأ القيس قد أحب ابنة القيصر وأنه كان يأتيها وتأتيه، فبلغ ذلك بني أسد، فأرسلوا رجلا منهم يدعى "الطماح"، وصل في وقت سير فيه القيصر مع امرئ القيس جيشا كثيفا، وهنا أعلم الطماح القيصر بقصة ابنته مع امرئ القيس، وأن الأخير قد قال فيها أشعارا أشهرها بها في العرب، فبعث القيصر إلى امرئ القيس بحلة مسمومة، ثم مات في أنقرة، حيث دفن بجوار قبر امرأة من بنات الملوك، في سفح جبل يقال له "عسيب"[3].
ويعترض الدكتور عمر فروخ على غضبة القيصر بسبب اتصال امرئ القيس بابنته، ويرى أن تلك رواية إسلامية متأخرة، وأن الحياة في البلاط الرومي مخالفة لما استنتجه المؤرخ المسلم، وأن الصلات الجنسية هناك أمرا مألوفا، حتى أن القياصرة [1] أبو الفداء 1/ 75، الأغاني 8/ 68-70، تاريخ اليعقوبي 1/ 220، المحبر ص349، الشعر والشعراء ص59-60، تاريخ ابن خلدون 2/ 276، ياقوت 4/ 124-125، محمد مبروك نافع: المرجع السابق ص120، سعد زغلول المرجع السابق ص237، محمد الخضري: المرجع السابق ص41. [2] عمر فروخ: تاريخ الجاهلية ص94. [3] ابن الأثير 1/ 518-519، الأغاني 8/ 141، الشعر والشعراء ص53، 61-63، أيام العرب في الجاهلية ص122-123، ابن خلدون 2/ 276، ياقوت 4/ 124-125، جواد علي 3/ 360، اليعقوبي 1/ 220، آمال المرتضى 1/ 591، إيليا حاوي: المرجع السابق ص21-22، وكذا
P.K. Hitti, Op. Cit., P.85-86
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 558