responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور    جلد : 1  صفحه : 167
جمع تحتمس الثالث مجلسًا حربيًّا مع قواده الذين نصحوه بعدم تعريض الجيش للخطر باتخاذ الطريق القصير؛ ولكنه أصر على أن يفاجئ عدوه بالمسير في ذلك الطريق؛ حيث لا يتوقع العدو إقدامه على مثل هذه المخاطرة، وفي فجر اليوم التالي كان على رأس جيشه مسرعًا باختراق هذا الممر، ثم انتظر إلى أن تم تجمع الجيش, وهناك عسكر بجيشه عند مدخل وادي قينا، وفي فجر اليوم التالي هجم المصريون على مجدو؛ حيث انتصروا على المدافعين عنها؛ ولكنهم شغلوا بنهب معسكر الأعداء فأتاحوا لهؤلاء فرصة الهرب إلى داخل المدينة والتحصن وراء أسوارها, وظل المصريون يحاصرون المدينة سبعة أشهر إلى أن استسلمت لهم؛ ولكن زعيم قادش تمكن من الفرار، أما بقية الزعماء فقد قدموا ولاءهم لتحتمس الثالث الذي تقدم بعد ذلك شمالا واستولى على كل ما صادفه من بلاد دون عناء إلا ثلاث مدن يبدو أنها قاومته بعض المقاومة، ومن الغنائم التي وقعت في أيدي المصريين يمكن أن نتصور مقدار الثراء الفاحش الذي كان يسود تلك البلاد؛ حيث نجد أن من بين هذه الغنائم عربات حربية مصفحة بالذهب والفضة, وأواني ذهبية, وخشب ثمين مصفح بالفضة.
وكانت هذه الحملة بداية طيبة؛ إذ إن نجاحه الساحق فيها جعله يوالي نشاطه العسكري في تلك البلاد؛ فكان يخرج إليها كل عام تقريبًا حيث كان يذهب إليها في أوائل الصيف ويعود منها عند إقبال الشتاء، وقد بلغ عدد هذه الحملات التي خرج فيها إلى آسيا ست عشرة حملة كان ينظم خلالها شئون البلاد, ويشرف على تنفيذ ما كان يأمر به من معابد ومبانٍ.
ومن خلال حملاته الخمسة الأولى كان يستولي على بعض البقاع الجديدة وأعد بعض الموانئ السورية لكي تكون قواعد لأسطوله ولضمان عدم الانقضاض على قواته من الخلف عند توغلها في الأراضي السورية نحو الفرات؛ إذ إنه كان يهدف إلى الوصول إلى ذلك النهر؛ ولكن عدم استيلائه على قادش كان يحول

نام کتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست