نام کتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 168
دون ذلك، وما إن وافت السنة الحادية والثلاثون من حكمه حتى قام بحملته السادسة, وفيها تعاون الأسطول مع جيشه البري؛ إذ قام الأسطول بتموين الجيش ونقل المدد إليه, وبذلك تمكن من الاستيلاء على قادش وأصبح من اليسير أن يصل إلى الفرات بعد ذلك، وفي حملته الثامنة تمكن من الاستيلاء على مدينة قمرقميش وأقام لوحة إلى جوار لوحة جده تحتمس الأول.
ومن المرجح أن هذه الحملة الأخيرة كانت ذات أثر كبير في الممالك القوية المجاورة؛ حيث بدأت تخطب وده، فقدمت مملكة ميتاني ولاءها وهداياها إلى العاهل المصري, كما قدمت مملكة الحيثيين الهدايا الثمينة إليه طلبًا لصداقته, وكذلك فعلت مملكتا أشور وبابل؛ فأصبحت مصر الدولة الأولى وصاحبة النفوذ الأعلى في غرب آسيا، وكان أسطولها القوي يهيمن على ثغور فلسطين وسورية ويجعلها تحت رحمته.
وكانت آخر حملات تحتمس الثالث في آسيا في السنة الثانية والأربعين من حكمه[1]؛ لأن مدينة قادش أعلنت العصيان من جديد، وفي هذه المرة كان يعاونها ملك ميتاني وأمير تونيب؛ إلا أن تحتمس الثالث استطاع أن يحطمها للمرة الثانية؛ وبذلك قضى على كل معارضة للنفوذ المصري في تلك الجهات, حيث إننا نعلم أنه عاش بعد ذلك نحو اثني عشر عامًا لم يحدث خلالها أن اضطر للذهاب إلى هناك.
ويبدو أن الهدوء كان يسود أملاك مصر في جنوب الوادي؛ حيث تشير حوليات تحتمس الثالث بالكرنك إلى ورود جزيتها بانتظام ابتداء من السنة الخامسة والعشرين من حكمه على الأقل إلى السنة التاسعة والثلاثين [1] عن حملات تحتمس الثالث جميعها، انظر:
Urk. IV, pp. 647 ff, Breasted, A R II, 408 ff.
نام کتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 168