نام کتاب : الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة نویسنده : آمنة محمد نصير جلد : 1 صفحه : 113
الشيطان فظنوا أن التوحيد لا يأتي إلا بنفي الصفات فنفوها وسموا من أثبتها مجسماً". (1)
إذن فأول شيء يذهب إليه ابن عبد الوهاب هو التزام السلف في إثبات الصفات ولا يتم التوحيد بنوعيه الألوهية والروبية إلا بإثبات الصفات وبرفض ما عدا ذلك، ويؤكد في جميع كتاباته أن التوحيد لا يتم إلا بالتزام اثبات الصفات جميعها التي أخبر الله عنها في كتابه فيقول:
" إن التوحيد لا يتم إلا بإثبات الصفات وأن معنى الإله هو المعبود فإذا كان هو سبحانه متفردا به عن جميع المخلوقات وكان هذا وصفا صحيحا لم يكذب الواصف به فهذا يدل على الصفات فيدل على العلم العظيم والقدرة العظيمة، وهاتان الصفتان أصل جميع الصفات كما قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً} . (2)
نلخص من النصوص السابقة:
1-رفض ابن عبد الوهاب مبدأ المتكلمين والوصفية في تعطيل الصفات تحت أي مسمى أو تعليل أو حجة اثبات التوحيد.
2- التزام ابن عبد الوهاب بمذهب السلف في إثبات الصفات.
3- إثبات الصفات إثبات لكمال الألوهية وأنه لو لم تدل على أوصاف لم يجز أن يخبر عنه ويوصف بها قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} ، فالقوي من أسمائه وقد أخذ عنه بأنه صاحب القوة، فلو لم تدل القوة على صفة لم يخبر عنه بأنه صاحب القوة، وقال: {فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً} ،ومن أسمائه العزيز، وما إلى صفات من العلم والقدرة ومن أسمائه العلم والقدرة فلولا دلالتها على صفة العلم والقدرة لم يقل (بعلمك) ولا (بقدرتك) ، أنه لو لم تكن أسماؤه مشتملة على معان وصفات لم يسغ أن يخبر عنه بأفعالها.
(1) الدرر السنية ـ كتاب العقائد ـ جـ 1 ص70
(2) المرجع السابق.
نام کتاب : الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة نویسنده : آمنة محمد نصير جلد : 1 صفحه : 113