نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 31
ولم أكُ نجواً للخوارج إذ بغوا ... على قتل عثمان بسطوةِ ذي شُطبِ
ولم أكُ سلماً لابن ملجم إذ سطا ... لحربِ عليٍّ والهوان لذي الحربِ
ولم أكُ في قتل الحسينِ مجرِّداً ... لصِمامتي أو أن يذاد عن الشُّربِ
ولم أختلق بِدعاً وحسبك داعياً ... إذا كان عرض المرء منثلم الغربِ
وهبْ أنَّني مارستُ ذلك كلَّه ... فحسبي من الإعراض يا أملي حسبي
وقد وقفت من هذا النمط على اعتذارية، توسل بها أبو جعفر المري في تربة المهدي، عند عبد المؤمن سلطان الأندلس، بعد أن نكبه، وهي هذه: تالله لو أحاطت بي كلُّ خطيئةٍ، ولم تنفكَّ نفسي عن الخيرات بطيئة. حتى سخرت بمن في الوجود، وأنفت لآدم من السُّجود.
وقلت: إنه لم يُوحَ في الفُلك لنوح. وبريت لقدارٍ نبلاً، وبرمت لحطب نار الخليلِ حبلاً. وحططت عن يونس شجرة اليقطين، وأوقدت مع هامان على الطِّين. وقبضت قبضةً من أثر الرَّسول فنبذتها، وافتريت على العذراء البتول فقذفتها. وذممت كلَّ قرشي، وأكرمت لأجل وحشيٍّ كلَّ حبشي.
وقلت أن بيعة الثَّقيفة، لا توجب إمامة الخليفة. وشحذت شفرة غلام المغيرة بن شعبة، واعتقلت من حصار الدَّار وقتل أشمطها بشعبة.
وغادرت الوجه من الهامة خضيباً، وناولت من قرع سنِّ الحسين قضيباً. ثم أتيت حضرة المعصوم لائذاً، وبقبر الإمام المهديِّ عائذاً.
لآن لمقالتي أن تسمع، وتغفر لي هذه الخطيئات أجمع.
فعفواً أمير المؤمنين فإنَّنا ... نُقلُّ قلوباً هدَّها الخفقانُ
وكتب إلى الأمير محمد بن منجك يسلِّيه وقد احترقت يده وقدمه، بنارٍ اعتلقت بمطبخه ليلة عيد الفطر، وقد أجاد وأحسن كلّ الإحسان:
قالوا يد المنجكيِّ ذو الرُّتَبِ ... آلمها النار قلت من عَجَبِ
يمينه ديمةٌ ونائلها ... بحرٌ فكيف اختشت من اللَّهبِ
تضرُّه النار وهو مطفئها ... والنار ليست تضرُّ بالسُّحبِ
وإنَّما قام وهو محتفلٌ ... كعادةٍ منه تنتمي لأبِ
تبغي قِرى الضَّيف في إثارتها ... وذاك دأب الكرام في العربِ
فقبَّلتْ كفَّه لما له نظرتْ ... من هِمَّةٍ للقِرى مع النَّصبِ
أو قد رأت مكرمات راحته ... عمَّت جميع الأنام بالنَّشَبِ
فبادَرَتْه لتجتدي نشباً ... منه فساءت مواطن الطَّلبِ
وضرَّ أقدامها ولو عقلتْ ... لقَبَّلَتْها بغاية الأدبِ
لكن بحمد الإله ما شُغلت ... عن مسِّها لليراع والقُضُبِ
انظر إلى وجوده وقد طلبتْ ... من كفِّه قبلةً فلم تخبِ
جُودٌ يروح الجمادُ يطلبه ... ما شِيمَ كلاَّ في سالف الحقبِ
ومن نتفه قوله:
نَصَل الشَّباب وما نصُلتُ عن الهوى ... وبدا المشيب وفيَّ فضلُ تصابي
وغدوتُ أعترضُ الدِّيار مُسلِّماً ... يوماً فلم تسمح بردِّ جوابِ
فكأنَّها وكأنَّني في رسمها ... أعشى يحدِّق في سطور كتابِ
وقوله:
إني أبُثُّك حبًّا ... حُبًّا يرى السِّلم حربا
ويغصبُ القلبَ غصبا ... وينهب الصبر نهبا
يا من كوى ألف قلبٍ ... سامح من النار قلبا
وقوله:
يا عدوًّا قد ظلمنا ... هُ بتلقيب الحبيبِ
وغريب الطَّبع فينا ... وهو في زيِّ قريبِ
ما قليلٌ أنت لكن ... منك قد ضلَّ نصيبي
وقوله:
لاحظته فتغيَّرت ... لحظاته غضباً لحربي
فاستلَّ من أجفانه ... سيفاً وأغمده بقلبي
يا من رأى في دهره ... قلباً غدا غمداً لعضبِ
وقوله:
يا شقيق الظَّبيِ لحظاً ... والرَّشا في لفتاتكْ
فتَّ غصن البان قدًّا ... والنَّقا في خطراتكْ
لست هاروت ولكن ... سحره من حركاتكْ
عظَّم الله بصبري ... أجر ماضي لحظاتكْ
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 31