نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 32
أنا والله قتيلٌ ... هالكٌ من نظراتكْ
جرحت قلبي وهذا ... شاهدي في وجناتكْ
أنا أستبقي حياتي ... لتُقَضَّى في حياتكْ
كيف تعصيك حياةٌ ... هي من بعض هباتكْ
آه من ضعف غرامي ... وتقوِّي عزماتكْ
آه من طول عنائي ... وتداني خطراتكْ
وله من قصيدة، مطلعها:
ذا ودادي وهل ترى لودادي ... حافظاً في الأنام مثل فؤادي
كلَّما رحتُ أستميح حبيباً ... ودَّه جاد لي بضدِّ مرادي
فكأنَّ الأنام أضحوا فلاناً ... وفلانٌ هو الذي لي يعادي
كلَّما رمت قربه أخذت بي ... شيمةٌ منه تقتضيه بعادي
مثل صبري إذا تلقَّى هواهُ ... كان ذا رائحاً وذلك غادي
إن تمادى بنا جفاهُ قليلاً ... فانتظر للأساة والعٌوَّادِ
عجباً من نواك وهو طريفٌ ... كيف لم يرع حقِّ قرب تلادي
أخلفَتْك الشؤون عجزاً فجادت ... بالسَّواري أكبادنا والغوادي
ليس عندي من الدُّموع سوى ما ... وهبتْهُ عصارة الأكبادِ
كان طول القناة ودُّك عندي ... فانبرى من جفاك عرض النِّجادِ
لا تلمني على هواك فإنَّا ... قد أتينا معاً على ميعادِ
صادف القلب خالياً فاحتواه ... مطمئِنَّاً وكان بالمرصادِ
معنى البيتين ينظر إلى قول الآخر:
أتاني هواهُ قبل أن أعرف الهوى ... فصادف قلباً خالياً فتمكَّناَ
نقل عن أبي بكر الأصبهاني أنه عابه، فقال: كل من صادف مكاناً خالياً تمكَّن فيه، والمستحسن أن يعرفه من دونه.
أقول: هذا كلام من لم يذق حلاوة المعاني؛ فإنَّ الشاعر قصد أن غرامه قائمٌ، لم يسبقه غيره، فإنه متمكِّن في قلبه لا يزول، وما قصد معنًى آخر، كما قيل:
أتاني هواه والهوى قد أحاط بي ... ليجمل بيت القلب للحبِّ منزلا
فصيَّرته وقفاً عليه ولم يجد ... إليه سبيلاً غيره فتحوَّلا
تتمة الأبيات الأولى:
كان لي منك لحظةٌ أصطفيها ... فغدا لحظها كسيف الأعادي
كنت أخشى غِرارها وهي سلمٌ ... كيف إذ جرِّدت من الأغمادِ
عملت للوشاة فينا سيوفٌ ... عجباً رحن وهي غير حدادِ
لست مستسعداً حبيباً تجنَّى ... لي ذنباً وصدَّ عن إسعادي
آه من وصلك البعيد التَّداني ... آه من هجرك الكثير التَّمادي
لا ابتلاني الإله بعدك حتى ... يلبس الخدُّ منك ثوب الحدادِ
ويرى الورد كالبنفسج لوناً ... منك والأقحوان غير نوادي
إذ عرى نرجس العيون ذبولٌ ... وغدا الغصن ليس بالميَّادِ
ذاك نوحي عليك وهو زمانٌ ... منصفٌ للهوى من الأضدادِ
ومن نتفه قوله:
علَّمتني الذُّلَّ حتى صرت آلفه ... وما التذَّلُّلُ خلق الباز والأسدِ
يا من أهان فؤادي من محبته ... أعزَّك الله فارحمني ولا تزدِ
قد صرت طوع يد الأشواق مكتئباً ... من بعد ما كانت الأشواق طوع يدي
وقوله:
وأذكرني قدَّ القناة قوامه ... وهزَّني الشَّوق اهتزاز المهنَّدِ
وأزعجني حتى ظننت وسادتي ... عليَّ وقد أمست كقطعة جلمدِ
ألا إنَّني يا شوق بالله عائذٌ ... ومستشفعٌ من فتنتي بمحمدِ
وله من قصيدة، أولها:
لحى الله أوقاتي وضاعف من صبري ... على مرِّها مرَّ السَّحاب بالقطرِ
تحاربني الأيام حتى كأنَّني ... تطالبني عن كلِّ من مات بالوترِ
الوتر: الذَّحل، وهو الثأر.
قال يونس: أهل العالية يقولون: الوتر، يعني بالكسر: في العدد، وفي الذحل، بالفتح.
عددت أويقاتي ولاحظتُ طيبها ... فأجودها ما مرَّ في الحلم من دهري
إذا رحتُ أحصيها لأعلم يسرها ... عدمت حياتي والمصير إلى عسرِ
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 32