نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 38
لا يدخل النَّار أسير الهوى ... إذ لا يرى الجنَّة أهلُ العذاب
معنى هذا البيت مضطرب، وقد سئلت عنه فأجبت: بأنه معرب من بيت بالتركية لفضولي، ومعناه: أن نار العشق التي يعذَّب بها العاشق في الدنيا هي نار الآخرة عندها جنَّةٌ، فإذا دخلها العاشق، والمفروض من أهل العذاب، يعني في العشق، لا يدخل النار الأُخرويَّة؛ لأنها بالنسبة إليه جنة.
وقوله:
مهلاً فحبُّك بي أراه عابثاً ... وأظنُّه للرُّوح منِّي وارثا
من ذا الذي ألوى بعهدك في الهوى ... حتى انثنيت عن المودَّة ناكثا
جرَّبت فيك الحادثات فلم أجد ... مثل الرَّقيب إذا خلونا حادثا
يا مشبِهَ الآرامِ ألا أنَّها ... خُلقت لنا عيناه سحراً نافثا
قد راح بالقمرين طرفي هازئاً ... لمَّا رأى في بُردتيكَ الثَّالثا
أقول: ما تصورت أن الثاء تهون هذا الهوان، ولا تذعن هذا الإذعان، ولا تنقاد للكلِم إلا أن يكون كلمة المعان. فهذا السحر البياني إن لم يكن السحر المبين، وهذا المعجز الباهر، وأنا أول المؤمنين.
وله من قصيدة، مستهلها:
كبدٌ من سنان لحظك جرحَى ... وعيونٌ تُردِّدُ الدَّمع سَحَّا
وحنينٌ إلى الدِّيار ووجدٌ ... يستفزُّ النُّهى وشوقٌ ألَحَّا
يا ابن وُدِّي تفديك من كلِّ سوءٍ ... مهجٌ فيك ليس تقبل نصحا
قم بنا نشرب المدامة بكراً ... حيث رقَّ الهوى ونسكنُ صَرْحا
في رياضٍ كأنَّما هي خَدَّا ... كَ بهاءً وطيب صدغك نَفْحا
مطلعاً من ضياء وجهك والفر ... ع ظلاماً يغشى العيون وصبحا
سكرَ الكأسُ إذ سكِرْتُ بعيني ... كَ فكان المُدامُ منِّي أصْحى
هذا بيتٌ تقلقل مبناه، فلهذا لم يفهم معناه، وسكر الكأس بظهور لازم السُّكر وهو الميل عليه، وإن صح أن المدام بمعنى المديم، فهو المعنى الذي يرجع إليه.
وله:
زمن الربيع مطِيَّة الأفراح ... ومُعدِّل الأرواح في الأشباحِ
زمنٌ به لولا اشتباك فواقعٍ ... طارت حُمَيَّانا من الأقداحِ
أخذه من قول ابن المعتز:
كادت تطيرُ وقد طِرْنا بها فرحاً ... لولا الشّباكُ التي صيغَت من الحَبَبِ
ولأبي الحسن علي بن الحسن الأندلسي:
والماءُ يحذر منها أن تطيرَ فقد ... صاغ الحَبابُ عليها صيغة الشَّبَكِ
وله:
حمائم الدَّوح ما هذي التَّغاريد ... عن باعثٍ هي أم لي منكِ تقليدُ
نوْحِي ونوْحك جنْح الليل متَّفقٌ ... والمشْغِلان لنا وردٌ وتوريدُ
إن كان يغنيك أصوات الصَّفير فلي ... قلبٌ يعلَّلُه في الحبِّ تفنيدُ
تعجَّبت نار قلبي من تجلُّده ... ومن جفوني شكا دمعٌ وتسهيدُ
والحزن باقٍ على ما كنت أعهده ... وإن تكرَّر عيدٌ بعده عيدُ
جريح بيضِ الظُّبا تُرجى سلامته ... إلا الذي جرَحتْهُ الأعينُ السودُ
لي بالظَّعائن نهَّابُ العقول رَشاً ... قوامه بانةٌ والقلب جلمودُ
لو مرَّت الريح تَروي عن ئؤابتِه ... لم يبق من عهد عادٍ ثَمَّ ملحودُ
لكنَّما منعتْها من مواطنه ... مهابةٌ تتحاماها الصناديدُ
من البشانِقةِ الغُرِّ الذين لهم ... لواءٌ حسنٌ على الأقمار معقودُ
نحن المسيئون إن جاروا وإن عدلوا ... وما يرون حميداً فهو محمودُ
والذُّلُّ أشرف عزٍّ في محبَّتهم ... وشَرْيُ هجرهم أرىٌ وقِنديدٌ
لا تصحبَنْ غير حرٍّ إن ظفرت به ... وما سواه إذا جرَّبت تنكيدُ
ومن بدائعه قوله:
ومذ كشف الفَصَّاد عن زنده رأى ... محاسن ألْهَتْهُ فضَلَّ عن الرُّشدِ
فقطَّب من أهوى وأبصر مغضَباً ... وأوقع ظلَّ الجفن منه على الزَّندِ
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 38