responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين    جلد : 1  صفحه : 71
ومن غرره البديعة قصيدته الحائية، التي مدح بها آل البيت، وتخلَّص فيها لمدح بعض الأمراء. ومستهلها:
مهبَّ الصَّبا حيَّتكَ غرٌّ طوافِحُ ... سوافِر بالفيضِ العميمِ سوافِحُ
تتوِّجُ منك الهضْبَ تاجاً كأنَّما ... حبتْهُ بأنواعِ النُّقوشِ القرائحُ
فإنَّ الصَّبا فوجٌ لها عند من صبا ... أيادٍ كما شاء الغرامُ وضائحُ
تفتِّحُ أقفالَ القلوبِ كأنَّما ... سراها لأسرارِ القلوبِ مفاتحُ
وتعبثُ بالأشواقِ تبعثُ ميتها ... فما هي للأرواحِ إلا مراوحُ
تقدُّ قميصَ السُّحبِ عن منكبِ الفضا ... سحيراً فتقضي وهيَ نعمَ المصابحُ
مؤدِّيةً أسرارَ عرفٍ تعرَّفت ... لأهليه في ذاك الأداءِ مصالحُ
قريبةُ عهدٍ من مواطن جيرةٍ ... مواطئهم في الرَّقمتينِ الجوارحُ
لذلك أرجو أن تهبَّ ندِيَّةً ... معطَّرةَ الأردانِ مما تصافِحُ
على أن واديها المقدَّسَ في غنًى ... عن الطِّيبِ مما طيَّبتهُ الضرائِحُ
مشاهِدُ فيها من دمِ الشهداءِ ما ... يطلُّ منهُ نافجَ المسكِ نافِحُ
معاهدُ لم يحْفظ بها عهدَ أهلِها ... عصابةُ سوءٍ قد كستْها المفاضِحُ
تعدوْا حدود اللهِ في آلِ أحمدٍ ... فآلوا بخزيٍ ليس عنه مسامِحُ
ولم يكُ إلا لعنةَ اللهِ كسبُهم ... بصفةِ خسرٍ خابَ فيها المرابِحُ
ليحرِز سبَّاقُ السَّعادةِ شأْوها ... ويُمحض للأشقى الشَّقا والفضائِحُ
قضاءٌ له حكمُ الإرادةِ واضِعٌ ... به جفَّتِ الأقلامُ والأمرُ واضِحُ
ألا عدِّ عمَّا يصدعُ القلبَ ذكرُه ... ويُذكِي تباريحَ الأسَى منه بارِحُ
وإنِّي وإن موَّهتُ عنه فإنَّني ... حليفُ جَوًى مما تجنُّ الجوانِحُ
ولكن لنا فيمن مضى أسوةُ الهوى ... إذا ما ورَى زندٌ من الوجدِ قادِحُ
سقى صيِّبُ الرِّضوانِ أرضاً بنورِها ... تنير على صاحِي السَّماءِ الصَّحاصِحُ
مراقِدُ مثوى العلمِ والحلمِ والحيا ... وكلِّ حميدٍ ما اهتدتْهُ المدائِحُ
رياضُ الرِّضى مغنى الغنى منتدى النَّدى ... جنانُ الجناحيثُ المنى والمنائِحُ
يميناً بهم لولا ممرُّ الصَّبا على ... مضاجِعهم ما طابَ منها المصافِحُ
هم السَّادة الطُّهرُ الذينَ بحبِّهمْ ... أدينُ إلهي يومَ يربحُ رابِحُ
وهم عمدتِي في كلِّ كربٍ وعدَّتي ... إذا ما غزى صبرِي الزَّمانُ المكافِحُ
ولي من سَنا آثارِهم كلَّما دجى ... عليَّ ظلامُ الموبِقاتِ مصابِحُ
وحاشا جنابَ الأكرمِين يضيعُ من ... لأعتابِهم قد طوَّحتهُ الطَّوائِحُ
وإنِّي لمن والاهمُ لمحاسِنٌ ... وإنِّي لمن عاداهمُ لمقابِحُ
ولستُ بمن وافاهمُ المدحَ حقَّه ... وعذري وقد قصَّرتُ فيهِ لواضِحُ
وإني لفكرٌ أعْقمتْهُ همومهُ ... وأصمتْهُ أصداءُ الزَّمانِ الفوادِحُ
يقومُ مقاماً تخرسُ الفصَحاءُ عنْ ... عُلاهُ فكيفَ الأخرسُ المتفاضِحُ
ولكنَّني أرجو المفازَ ولو بأن ... يُشاعَ مجازاً أنَّني الآلَ مادِحُ
وحسبِي حُبٌّ للنبيِّ وآلهِ ... ومن قد أحبُّوهُ ولستُ أُكاشِحُ
وممَّا اقتضاني حبَّهم حُبُّ ذي علاً ... يطارِحُني ذِكراهمُ وأطارِحُ
محبُّ حبيبي موطنٌ لمحبَّتي ... وإنِّي لهُ خلٌّ صدوقٌ مناصِحُ

نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست