responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 16
الناجمة عن سلاح الطعن أو سلاح الرمي، لا شك أن هناك نصيبا من الحقيقة في هذه الفكرة التي يقول بها الأستاذ ل. فيببر من أن ممارسة اللغة قد ساهمت في استخراج معنى للسبب الفاعل يختلف عن ذلك الذي ينتج عن ممارسة الفنون المادية.
هذه العقلية التي تستخدم الكلمات استخداما تحكميا أطلق عليها اسم العقلية "قبل المنطقية" وقيل إنها من أصل اجتماعي خالص[1]. ويبدو لنا أنها آتية في الواقع من حياة الفرد الانفعالية، ولكن الذي يستبقيها ويساعدها على التطور إنما هي الحياة الاجتماعية التي هي حياة انفعالية في أصلها إلى حد كبير والتي تخلق، بتقويتها لحالات الفرد الانفعالية، نوعا من الوسط الغيبي لا يتطرق إليه الاختبار، إن قليلا وإن كثيرا. ففي المجتمع تنمو التصنيفات وتزداد قوة، وليست التصنيفات قبل المنطقية هي التي نعنيها هنا، بل التصنيفات الغريبة على المنطق التي يوجدها "الفن الكلامي" إلى جانب الفنون المادية. والسلطة الاجتماعية التي تقوم مقام رقابة الواقع الخارجي بتأسيسها للتفكير تشل العقل إن قليلا وإن كثيرا، وبعد أن يتحرر العقل ويشتد في وقت ما يظل زمنا طويلا يحتفظ بدرجة مسرفة من الثقة في بعض الأسس الخداعة وفي سراب الألفاظ[2].
يجب أن تظل الإدراكات منطوية على الحقيقة الواقعة حتى يستطيع العقل أن يشتغل بالكلمات بطريقة مجدية. فالمثل الأعلى في كل صورة يتولد من اللغة، ولكن هناك من المثل العليا ما هو فارغ أجوف. وبمضي الزمن يصل العقل في كفاحه المنطقي، إلى تشبيه الأشياء بالعقول وبالتالي إلى تشبيه العقول بعضها ببعض.
ولعل المجتمع النهائي سيقوم على وحدة العقول، ويمكننا أن نقول بأن العلم لم يؤد من خدمات اجتماعية بقدر ما أدى منذ أن تحرر من كل سلطة اجتماعية بل من كل نظام اجتماعي ليصير موضوعيا محضا، أي ليصير في نفس الوقت

[1] انظر لوسبان ليفي بريل L. levy-Bruhl المرجع السالف الذكر. جرانيه: المقالات سالفة الذكر، مارس، أبريل 1920، 187، La synthese en Histoire ص195 وما يليها.
[2] نفس المرجع ص 188-263، فيبير وريبو وجانيه في المراجع السالفة الذكر.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست