نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 18
في كل الأرجاء" يبدو له -وهو على حق- موضع نظر: ولكنه يعلن بأنه لا ينكر إنسان وجود بعض سمات أساسية مشتركة مهما اختلفت العوائد العقلية بين شعوب الأرض"، ويفوض الأمر إلى المناطقة ليقرروا "ما إذا كان وراء الفصائل النحوية المختلفة الألوان فصائل منطقية تجري على كل اللغة وتفرض عليها جميعا بحكم تركيب المخ الإنساني[1].
أما عن الأصول فإنه يجمع الاعتراضات تلو الاعتراضات ضد الجهود التي عملت لإرجاع اللغات إلى الوحدة ويبدي تحفظا شديدا أمام نتائج الطريقة المقارنة. ويعترف مع ذلك "بأن العلماء قد نجحوا في تكوين عائلات لغوية كبيرة"، ويضيف قائلا: "وليس من شك في أن تقدم الفيلولوجية المقارنة سيؤدي إلى ازدياد عدد الأسر اللغوية الصحيحة التكوين"[2].
وأما عن التطور فيقول: "فنحن نجني ثمار التحسسات العقلية التي قام بها أسلافنا الغابرون، فهم الذين سهلوا مهمتنا بتحضيرهم لعقليتنا فما أكثر ما بذلوا من وقت ومن مجهود في تمرين الدماغ الذي ورثونا إياه، تمرينا جعلنا لا نشعر حتى بوقوع هذا التمرين"[3].
ويعترف الأستاذ فندريس على رغم الغيبية التي "تحيط بالعقلية البدائية من كل جانب" بأن هناك "عنصرا عقليا" يتدرج شيئا فشيئا حتى ينتهي بالغلبة[4]. ويبين بقوة عظيمة في أي اتجاه تسير اللغة: فهي تسير من المشخص إلى المجرد، ومن الغيبي إلى العقلي. ولغات المتوحشين مفعمة بفصائل التشخيص والتخصيص، أما لغات المتحضرين فلا يكاد يوجد فيها إلا الفصائل التجريدية، وإن وجدت غيرها فهي في سبيل الانقراض. وفكرة الزمن، ودرجتها من حيث التجريد [1] انظر آخر الفصل الثاني من القسم الثاني والصفحات الأخيرة من الفصل الثاني من القسم الثالث. [2] انظر آخر الفصل الخامس من القسم الرابع. [3] انظر أول الفصل الأول من القسم الخامس. [4] انظر الصفحات الأولى من الفصل الأول بالقسم الخامس، وانظر la aynthese en histoire من ص191-195.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 18