نام کتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي نویسنده : الأزهري، أبو منصور جلد : 1 صفحه : 206
حديث آخر أنه أوصى رجلا في أهله فقال: "أنفق على أهلك من طولك ولا ترفع عصاك عن أهلك".قال أبو عبيد: لم يرد العصا التي يضرب بها ولا امر احدا بذلك وإنما تقدم إليه بمنعها عن الفساد ويقال للرجل إذا كان رفيقا حسن السياسه لما ولى أنه للين العصا وأنشد:
عليه شريب وادع لين العصا ... يساحلها جماته وتساجله"1"
والعصا توضع موضع الاجتماع والائتلاف ومنه قيل للخوارج شقوا عصا المسلمين أي فرقوا جماعتهم ويقال للرجل إذا اطمأن واقام بالمكان قد ألقى عصاه.
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة في أبي جهم خاطبها: "لا يرفع عصاه عن عاتقه". فمعناه انه شديد على اهله خشن الجانب في معاشرتهن مستقص عليهن في باب الغيرة والله اعلم.
ذكر قول الله عز وجل: {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ} [2] ولم يفسره والعنت في اللغة: المشقة الشديدة بقال: أكمة عنوت إذا كانت شاقة قال المبرد: العنت هاهنا الهلاك المعنى: ذلك لمن خشي أن تحمله الشهوة على مواقعة الزنا فيهلك في ذلك بالحد في الدنيا والاثم العظيم ولكن ذا العشق يلقى عنتا وقال الفراء هو الفجور هاهنا قال الأزهري: والآية نزلت فيمن لم يستطع طولا أي فضل ما ينكح به حرة فله أن ينكح أمة، ثم قال: {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ} [2] وهذا يدل على أن من لم يخش العنت لم يحل له أن ينكح الأمة، وإذا شق على الرجل العزبة وغلبته الشهوة ولم يجد ما يتزوج به حرة فله أن ينكح أمة لأن غلبة الشهوة واجتماع الماء في الصلب ربما أديا إلى العلة الصعبة التي تكون سببا للموت والله أعلم.
ذكر الشافعي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا سأله عن اتيان النساء فقال: "في
1 البيت لمعن بن أوس المزنى، انظر اللسان "عصا". [2] سورة النساء، الاية 25.
نام کتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي نویسنده : الأزهري، أبو منصور جلد : 1 صفحه : 206