responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 102
اللبَاس الْحمل على التخييل، وَيحْتَمل الْحمل على التَّحْقِيق بِأَن يستعار لما يلْبسهُ الْإِنْسَان من امتقاع لون ورثاثة
وَأما الِاسْتِعَارَة بِالْكِنَايَةِ: فَهِيَ أَن تذكر الْمُشبه وتريد الْمُشبه بِهِ دَالا على ذَلِك بِإِضَافَة شَيْء من لَوَازِم الْمُشبه بِهِ المساوية إِلَى الْمُشبه مثل أَن تشبه الْمنية بالسبع ثمَّ تفردها بِالذكر مضيفا إِلَيْهَا الأنياب والمخالب قَائِلا: (أَنْيَاب الْمنية أَو مخالب الْمنية قد نشبت بفلان) وَنَحْوه (لِسَان الْحَال نَاطِق بِكَذَا} وَهِي لَا تنفك عَن التخييلية
وَأما الِاسْتِعَارَة الْأَصْلِيَّة فَهِيَ أَن يكون الْمُسْتَعَار اسْم جنس فَيكون الْمُسْتَعَار لَهُ كَذَلِك ك (أَسد) فِي الشجاع، و (حَاتِم) فِي الْجواد، و (قتل) فِي الإيلام الشَّديد
وَأما الِاسْتِعَارَة التّبعِيَّة فَهِيَ مَا تقع فِي غير أَسمَاء الْأَجْنَاس من الْأَفْعَال وَالصِّفَات وَأَسْمَاء الزَّمَان وَالْمَكَان والآلة والحروف، لِأَن مفهومات الْأَشْيَاء مركبات، أما مَفْهُوم الْفِعْل فَمن الْحَدث وَالنِّسْبَة إِلَى ذَات مَا وَالزَّمَان وَأما مَفْهُوم الصّفة فَمن الْحَدث وَالنِّسْبَة إِلَى ذَات مَا وَأما مَفْهُوم أَسمَاء الزَّمَان وَالْمَكَان والآلة فَمن الْحَدث وَالنِّسْبَة إِلَى زمَان مَا أَو مَكَان مَا أَو آلَة مَا وَأما مَفْهُوم الْحَرْف فَمن النِّسْبَة وَالْإِضَافَة إِلَى شخص مَخْصُوص
وَمَعْلُوم أَن مجازية الْجُزْء يسْتَلْزم مجازية الْكل، وَقد تقرر فِي قَوَاعِد الْمعَانِي وَالْبَيَان أَن الِاسْتِعَارَة فِي الصّفة وَالْفِعْل وَمَا يتَعَلَّق بِهِ وَفِي الْحَرْف تَبَعِيَّة، وَفِي الِاسْم أَصْلِيَّة، والاستعارة الْوَاقِعَة فِي الْحُرُوف إِنَّمَا هِيَ وَاقعَة فِي مُتَعَلق مَعْنَاهَا، فَيَقَع فِي المصادر ومتعلقات الْمعَانِي ثمَّ بتبعيتها تسري فِي الْأَفْعَال وَالصِّفَات والحروف فَمَعْنَى الِاسْتِعَارَة التّبعِيَّة أَن يكون الْمُسْتَعَار فعلا أَو صفة أَو حرفا، والمستعار لَهُ لفظ الْمُشبه لَا الْمُشبه بِهِ، إِذا تحققت هَذَا فَاعْلَم أَنَّك إِذا وجدت مثلا (قتل زيد عمرا) بِمَعْنى ضربه ضربا شَدِيدا، وفتشت جَمِيع أَجزَاء مَفْهُومه فَلَا تَجِد المجازية إِلَّا فِي جزئه الْحَدث وَهِي مجازية الْكل، وَلذَلِك تسمى الِاسْتِعَارَة فِي الْفِعْل تَبَعِيَّة وَقس عَلَيْهِ واستوضح مِنْهُ حَال الْمُشْتَقّ والحرف
وأوضح من هَذَا أَنه إِذا أُرِيد اسْتِعَارَة (قتل) لمَفْهُوم (ضرب) لتشبيه (ضرب) بِمَفْهُوم (قتل) فِي شدَّة التَّأْثِير يشبه الضَّرْب بِالْقَتْلِ ويستعار لَهُ الْقَتْل ويشتق مِنْهُ (قتل) فيستعار (قتل) بتبعية اسْتِعَارَة الْقَتْل، وَهَكَذَا بَاقِي المشتقات
وَبَيَان الِاسْتِعَارَة فِي الْحُرُوف هُوَ أَن مَعَاني الْحُرُوف لعدم استقلالها لَا يُمكن أَن يشبه بهَا، لِأَن الْمُشبه بِهِ هُوَ الْمَحْكُوم عَلَيْهِ بمشاركة الْمُشبه لَهُ فِي أَمر فتجري التَّشْبِيه فِيمَا يعبر بِهِ عَنهُ، وَيلْزم بتبعية الِاسْتِعَارَة فِي التعبيرات الِاسْتِعَارَة فِي مَعَاني الْحُرُوف؛ وَقد يكون جَرَيَان التَّشْبِيه فِي مصدر الْفِعْل وَفِي مُتَعَلقَة على التَّسْوِيَة، فَيجوز اخْتِيَار كل من التّبعِيَّة والمكنية كَمَا فِي (نطقت الْحَال بِكَذَا)
وَأما الْمُجَرَّدَة والمرشحة فالاستعارة إِذا عقبت بِمَا يلائم الْمُسْتَعَار لَهُ فَهِيَ مُجَرّدَة لتجردها عَن روادف الْمَعْنى الْحَقِيقِيّ نَحْو: (رَأَيْت أسدا شاكي السِّلَاح) وَإِذا عقبت بِمَا يلائم الْمُسْتَعَار مِنْهُ فَهِيَ مرشحة لإتباعها بِمَا يرادف الْمَعْنى الْحَقِيقِيّ نَحْو: (رَأَيْت أسدا لَهُ لبد) وَإِن لم تعقب بِشَيْء من الْمُسْتَعَار مِنْهُ والمستعار لَهُ فَهِيَ مُطلقَة نَحْو: (رَأَيْت أسدا)
وَأما الِاسْتِعَارَة بِاعْتِبَار بنائها على التَّشْبِيه فَهِيَ خَمْسَة أَنْوَاع: فَإِن الْمُسْتَعَار مِنْهُ والمستعار لَهُ إِمَّا حسيان وَالْجَامِع

نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست