نام کتاب : توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك نویسنده : ابن أم قاسم المرادي جلد : 1 صفحه : 511
وحلت سواد القلب لا أنا باغيا ... سواها ولا في حبها متراخيا1
فظاهره أنه أعملها في المعرفة.
وأجاز في شرح التسهيل القياس عليه، وأجازه ابن جني وتأوله المانعون[2].
ثم قال:
وقد تلي لات وإن ذا العملا
يعني أن "لات" "وإن" "قد"[3] يرفعان الاسم وينصبان الخبر.
أما "لات" فأثبت سيبويه[4] والجمهور عملها، ونقل "منعه"[5] عن الأخفش، وهي مركبة عند سيبويه من "لا" النافية "والتاء"[6].
1 قائله النابغة الجعدي الصحابي رضي الله عنه, وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وأنشده من شعره فدعا له, والبيت من مختار أبي تمام.
وهو من قصيدة يائية من الطويل.
الشرح: "سواد القلب" "سويداؤه" وهي حبته السوداء "باغيا" طالبا "متراخيا" متهاونا فيه تاركا له.
الإعراب: "وحلت" فعل ماض والتاء للتأنيث والفاعل ضمير مستتر فيه, "سواد" مفعول به, "القلب" مضاف إليه, "لا" نافية تعمل عمل ليس, "أنا" اسمها, "باغيا" خبرها وفاعله ضمير مستتر فيه, "سواها" مفعوله والضمير مضاف إليه, "ولا" الواو عاطفة ولا نافية, "عن حبها" الجار والمجرور متعلق بقوله متراخيا وضمير المؤنثة مضاف إليه, "متراخيا" معطوف على باغيا.
الشاهد: في "لا أنا باغيا" حيث أعمل لا النافية عمل "ليس" مع أن اسمها معرفة وهو "أنا" وهذا شاذ.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية ابن عقيل 1/ 180, والأشموني 1/ 125. [2] تأويله بتأويلات منها:
أ- أن قوله: "أنا" ليس اسما "للا" وإنما هو نائب فاعل بفعل محذوف وأصل الكلام على هذا: لا أرى باغيا فلما حذف الفعل برز الضمير وباغيا يكون حينئذ منصوبا على الحال من الضمير.
ب- أن يكون "أنا" مبتدأ وقوله "باغيا" حال من فاعل فعل محذوف، والتقدير "لا أنا أرى باغيا" وجملة الفعل المحذوف مع فاعله في محل رفع خبر المبتدأ، ويكون قد استغنى بالمعمول وهو الحال "باغيا" عن العامل فيه الذي هو الفعل المحذوف. [3] أ، ج. [4] قال سيبويه ج1 ص28: " ... لا تكون "لات" إلا مع الحين تضمر فيها مرفوعا وتنصب الحين ... ". [5] ب، وفي أ "عمله" وفي ج "منع". [6] عملها: قال السيوطي في الهمع ج1 ص126: "مذهب سيبويه والجمهور أنها تعمل عمل ليس ولكن في لفظ الحين خاصة ... والقول الثاني أنها لا تعمل شيئا بل الاسم الذي بعدها إن كان مرفوعا فمبتدأ أو منصوبا فعلى إضمار فعل أي: ولات أرى حين مناص. نقله ابن عصفور عن الأخفش ... ". ا. هـ.
تركيبها: قال السيوطي في الهمع ج1 ص126, "وذهب الأخفش إلى أنها "لا" زيدت التاء عليها لتأنيث الكلمة كما زيدت على ثم ورب فقيل ثمت وربت ... ". ا. هـ. وأميل إلى مذهب سيبويه لكثرة ما ورد من الفصيح.
نام کتاب : توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك نویسنده : ابن أم قاسم المرادي جلد : 1 صفحه : 511