responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسائل السياسية نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 497
قال: وهم علّموا الفرسان حمل قوسين وثلاثة قسيّ، ومن الأوتار على حسب ذلك.
قال: والتركيّ في حال شدّته، معه كلّ شيء يحتاج اليه لنفسه وسلاحه ودابّته وأداة دابّته. فأمّا الصّبر على الخبب وعلى مواصلة السّفر، وعلى طول السّرى وقطع البلاغ، فعجيب جدا.
فواحدا: أنّ فرس الخارجيّ لا يصبر صبر برذون التّركي.
والخارجيّ لا يحسن أن يعالج فرسه إلّا معالجة الفرسان لخيولهم والتّركي أحذق من البيطار، وأجود تقويما لبرذونه على ما يريده من الرّاضة [وهو استنتجه] ، وهو ربّاه فلوا، وتتّبعه إن سماه، وإن ركض ركض خلفه. وقد عوّده ذلك حتّى عرفه، كما يعرف الفرس أقدم، والنّاقة حل، والجمل جاه، والبغل عدس، والحمار ساسا، وكما يعرف المجنون لقبه والصبيّ اسمه.
ولو حصّلت عمر التركيّ وحسبت أيامه لوجدت جلوسه على ظهر دابّته اكثر من جلوسه على ظهر الأرض. والتركيّ يركب فحلا أو رمكة، ويخرج غازيا أو مسافرا، أو متباعدا في طلب صيد، أو سبب من الأسباب، فتتبعه الرّمكة وأفلاؤها، إن أعياه اصطياد الناس اصطاد الوحش، وإن أخفق منها أو احتاج الى طعام فصد دابّة من دوابّه، وإن عطش حلب رمكة من رماكه، وإن أراح واحدة تحته ركب أخرى من غير أن ينزل الى الأرض. وليس في الأرض أحد إلّا وبدنه ينتقض على إقتيات اللّحم وحده غيره؛ وكذلك دابّته تكتفي بالعنقر والعشب والشّجر، لا يظلّها من شمس ولا يكنّها من برد.
قال: وأما الصّبر على الخبب فإنّ الثّغريّين، والفرانقيّين، والخصيان والخوارج، لو اجتمعت قواهم في شخص واحد لما وفوا بتركيّ واحد.
والتركيّ لا يبقى معه على طول الغاية إلّا الصّميم من دوابّه. [و] الذي يقتله التركيّ بإتعابه له، وبنفيه عند غزاته، هو الذي لا يصبر معه فرس

نام کتاب : الرسائل السياسية نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 497
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست