نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 186
وادعى الفضل لأنه شاخ، فإن من تقدمت به السن من الأزد يفسد عقله، ويخلط تفكيره، ولذلك فإن الناس لا يحملون ما يهذي به محمل الحد، بل يصفحون عنه، ويشفقون بسببه عليه.
وهو يعود من ناحية ثالثة إلى اعتقاد أفراد كل قبيلة أو حلف بوجوب تحزب الوالي لهم، وخصه إياهم بالمناصب، لأنه ينتسب إليهم، ولأن فترة حكمه هي الفرصة المتاحة لهم، لتعويض ما فقدوه من المراكز والمنافع في الفترات الماضية. وأسطع شاهد على ذلك هذه المقطوعة لثابت قطنة في هجاء أسد القسري1:
أرى كل قوم يعرفون أباهم ... وأبو بجيلة بينهم يتذبذب
إني وجدت أبي أباك فلا تكن ... ألبا علي مع العدو تجلب2
أرمي بسهمي من رماك بسهمه ... وعدو من عاديت غير مكذب
أسد بن عبد الله جلل عفوه ... أهل الذنوب فكيف من لم يذنب
أجعلتني للبرجمي حقيبة ... والبرجمي هو اللئيم المحقب3
عبد إذا استبق الكرام رأيته ... يأتي سكيتا خاملا في الموكب4
إني أعوذ بقبر كرز أن أرى ... تبعا لعبد من تميم محقب
ذلك أن أسدا قلد ثابتا ولاية سمرقند في إمارته الأولى، ثم أعفاه منها وولاها عيسى بن شداد البرجمي التميمي، وجعله المسؤول الأول عنها، وثابتا الرجل الثاني بعده. فثار لنقص أسد درجته، لأنهما يتحدران من أصل واحد، ما يقضي أن يثبته ويرفعه لا أن يخفض منزلته.
وهذه المقطوعة لأبي الأنواح مطرف الهجيمي[5]، في هجاء نصر بن سيار6:
1 الطبري 9: 1503.
2 الألب: القوم يجتمعون على عداوة إنسان.
3 الحقيبة: التبع والردف. والمحقب: الثعلب.
4 السكيت: الذي يجيء في الحلبة آخر الخيل. [5] انظر الاشتقاق ص: 201، وجمهرة أنساب العرب ص: 207، 209.
6 معجم الشعراء ص: 306.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 186