responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان    جلد : 1  صفحه : 187
ألا أبلغ أبا ليث رسولا ... علانية وليس من السرار
أإن أدنيت أو أعطيت قصرا ... ووافقت المعيشة في قرار
ظللت علي من أشر تنزى ... ستعلم في الكريهة من تجاري1
فذر أهل الحروب فلست منهم ... وراجع صفق كفك في التجار2
فتلك تجارة إن قلت فيها ... صدقت حديثها ليست بعار
وإنما ذم أبو الأنواح نصرا بأنه حديث النعمة، طارئ على الرئاسة، هيوب في القتال، بارع في التجارة، لأنه أهمله، ولم يبوئه المنصب الذي كان يستحقه أو الذي كان يطمع فيه، ولأنه كان رأس بني تميم في أيامه بخراسان، كما أنه كان ينتظر منه أن يقربه أو يحابيه، لأنه من كتلة بني تميم وأعوانهم.
وظاهر أن أسلوب الهجاء عند العرب بخراسان لم يختلف عن أسلوب شعراء العراق، فكلهم اتكأوا في جانب كبير من أهاجيهم على المثالب التي اتكأ عليها الشعراء الهجاؤون في الجاهلية، إذ عابوا مهجويهم بوضاعة النسب، ودناءة الحسب، وبالبخل وشدته، وبالإحجام وقلة البلاء في الحروب، وبالجهل وخفة العقول، وبالغدر والتحلل من المواثيق، وإن كان بعض شعراء خراسان قد طعنوا في إسلام بعض مهجويهم، واتهموهم بضعف العقيدة، كما مر بنا عند مالك بن الريب التميمي في هجائه لسعيد بن عثمان، شأنهم في ذلك شأن شعراء العراق، الذين تشككوا في إسلام بعض مهجويهم، ورموهم بفساد الدين.
ويحسن أن نشير إلى أن شعراء الحلفين المتعارضين لم يشتبكوا في معارك هجائية لأسباب قبلية أو حزبية، بل لأسباب شخصية وفنية، نشأت عن تسابقهم إلى المكانة الأدبية، كما رأينا في الخصومة التي احتدمت بين زياد الأعجم، والمغيرة بن حبناء التميمي وفي الخصومة التي ثارت بين ثابت قطنة الأزدي، وحاجب بن ذبيان التميمي. ولكن شعراء الحلف الواحد، وخاصة شعراء الأزد، وبكر وعبد

1 الأشر: البطر. تنزى: تثب.
2 الصفق: التبايع: وضرب اليد على اليد.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست