responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان    جلد : 1  صفحه : 66
للتفسخ في أحيان كثيرة، كما كان التمزق يصيب عشائر القبيلة الواحدة، وكان التسابق إلى السيادة، والتحاسد على المنافع الشخصية. والطمع في الفوائد المادية وراء كل تصدع في صفوفهم، سواء في قبائل الحلف الواحد، أو في عشائر القبيلة الواحدة.
فقد خالفت تميم عبد الله بن خازم السلمي في السنة التي ناصرته فيها على بكر بن وائل، لأنه جفاها، وعين ابنه محمدا على هراة، ووظف بكير بن وشاح التميمي على شرطته، وأمره بصدها إذا هي حاولت اقتحام المدينة، فلما عزمت على دخولها أغراها ابن وضاح بذلك، ودفع لها أموالا طائلة فزادها تصرفه تزمتا وتعنتا، فاحتلت هراة، وقتلت محمد بن عبد الله بن خازم بها[1]. وخرجت إلى مرو الروذ، فقاتلها ابن خازم لسنتين، فتفرقت جماعات وبقيت جماعة منها بقصر فرتنا بالقرب من المدينة، فحاصرها حصارا شديدا حتى استسلمت له، فقتل كل من وقع بيديه منها[2]. فناصبته تميم العداء، وانتفضت عليه بنيسابور، وكان يقودها بحير بن ورقاء الصريمي. فاستخلف ابن خازم على مرو الروذ ابن وشاح وسار إلى نيسابور، وبينما كان يقارع بحير بن ورقاء، أرسل إليه عبد الملك بن مروان أن يبايع له، على أن يطعمه خراسان سبع سنين، فاستشاط غضبا، ووبخ حامل الرسالة. فكتب عبد الملك إلى ابن وشاح بولاية خراسان، فقبلها، فضعف موقف ابن خازم ووقر في نفسه أنه عاجز عن مصارعة ابن وشاح، وابن ورقاء معا، فقرر اللحاق بابنه موسى في الترمذ، وكان يحثه إليها قبل مسيره إلى نيسابور. وعندما كان يحاول الفرار أدركه ابن ورقاء فقتله[3]، فانتحل ابن وشاح قتله، وقيد ابن ورقاء، فكان ذلك سببا في افتراق تميم، إذ تعصبت مقاعس والبطون لابن ورقاء، وانحاز بنو عوف والأبناء لابن وشاح، واصطدم الفريقان، ولم تزل الأحوال مضطربة بخراسان حتى عين عبد الملك عليها أمية بن عبد الله الأموي، فتلطف إلى ابن وشاح، وعرض عليه أن يوليه قائدا لشرطته، فرفض، فأعطى المنصب لابن ورقاء، فاستاء ابن وشاح، وتمرد على أمية، وهو بالغزو، فرجع إلى مرو

[1] الطبري 7: 593.
[2] الطبري 8: 696.
[3] الطبري 8: 834، وتاريخ اليعقوبي 3: 18.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست