نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 67
الشاهجان، وعفا عنه، ثم صح له أن يحرض الناس للثورة عليه، فحبسه وأعدمه[1].
وفي سنة ست وتسعين خالفت أغلبية القبائل قتيبة بن مسلم، وشاركت في قتله، ذلك أنه كان عامل الحجاج على خراسان، فلما توفي الوليد بن عبد الملك، وكان قيسيا لحما ودما، وبويع سليمان بن عبد الملك، وكان يمني الهوى، انتقم سليمان لنفسه من خصومه الذين وافقوا الوليد على إقصائه عن ولاية العهد، فقبض على عمال الحجاج، وساقهم إلى يزيد بن المهلب، وألبه يزيد على قتيبة. وعلم قتيبة بما جرى، وكان غازيا بفرغانة، فخشي أن يعزل ويعذب ويقتل، فشهر بسليمان بن عبد الملك، وبيزيد بن المهلب، وذكر العرب بما حققه لهم، وما أصابوه في عهده من الخير والغنى، ودعا الجيش إلى تأييده ومساعدته، فنفروا جميعا منه، وخافوا مغبة سياسته، فاغتاظ، وخطبهم خطبة طويلة، لام فيها كل القبائل، وأهانها، ونال من شرفها، فانفضت من حوله، وأخذت تدبر لخلعه، ووجد الأزد أن الوقت مناسب للتخلص منه، لأنه كان شديد الوطأة عليهم، ولأنه صفى مكاسبهم التي فازوا بها أيام المهالبة، فاتفقوا مع حلفائهم من ربيعة على خلعه، ثم فاوضوا تميما. لأنها كانت حاقدة بدورها عليه، لأنه قتل نفرا من بني الأهتم، ولأنه صرف وكيع بن أبي سود عن رئاستها، وولاها رجلا من ضبة. وهكذا التقت كافة القبائل على عزله، وتزعمها وكيع بن أبي سود التميمي، وقتل قتيبة[2]. وقام وكيع بولاية خراسان، ولم يزل عليها حتى أبعده سليمان بن عبد الملك عنها وأسندها إلى يزيد بن المهلب. وبذلك أسهمت تميم أكبر الإسهام في قتل قتيبة، وهو الذي رفعها بعد أن ذلت في ولاية المهالبة. أما قيس فلم يكن لها ضلع في التآمر عليه، بل إنها وقفت عاجزة عن الأنصار له والدفاع عنه.
وواضح أن القبائل القيسية والتميمية التي كانت مجتمعة في حلف واحد كانت كلمتها تتفرق، وصفوفها تتمزق، كما كانت تلتحم في معارك طاحنة على السلطة، [1] الطبري 8: 1022، وابن الأثير 4: 443. [2] نقائض جرير والفرزدق 1: 350، وتاريخ اليعقوبي 3: 40، والطبري 9: 1283، والأغاني "طبعة دار الكتب" 14: 293.
نام کتاب : الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي نویسنده : حسين عطوان جلد : 1 صفحه : 67