responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 24
الظل على هيئة كذا, لخرج كلامه من دائرة الشعر, ثم إن الألوان في الرسم توحي بما لا توحي به الكلمات المقابلة لها في الشعر؛ فمثلًا كلمة "أحمر" لا توحي بما يوحى اللون الأحمر, وهكذا.
والشعر يعتمد على الموسيقى, فهو يُمَثِّلُ اللامحدود؛ إذ الموسيقى تتجه إلى العواطف المبهمة، وهي غير محدودة الفهم, فنحن إذا استمعنا لأيَّةِ قطعةٍ موسيقيةٍ لا نفهم ماذا تقول, وإنما تثير فينا هذه القطعة عواطف, وتسير بنا إلى عوالم اللامحدود.
ومع ذلك يفترق الشعر عن الموسيقى, وحين افترق عن بقية الفنون, فإنه يدل على معنًى؛ فالكلمة لها جانبان، جانب المعنى, وجانب الصوت؛ إذ لكل كلمةٍ جَرْسٌ، ومن هذا الجرس تتألف موسيقى الشعر, ومن أجل أن لكل كلمةٍ في الشعر معنًى, فإن الشعر يخالف هذه الفنون الأخرى.
و"الخلاصة": أن لكل فَنٍّ من الفنون ميدانًا خاصًّا به، وقد جاء هذا التقسيم على أساس المواد الأولية.
والتفرقة بين الفنون على هذه الطريقة عملٌ فنيٌّ ممتازٌ, ومع أن النقاد قبل لسنج فرقوا بين الفنون, كما لاحظنا ذلك عند أفلاطون الذي قارن الشعر بالرسم, فقال في نظريته هذه: إن الشعر كالرسم؛ إذ الرسم قريب من التقليد, والشعر مثله قريب من التقليد, ولاحظ أفلاطون أن هناك فنونًا جميلةً وفنونًا غير جميلة.
والتصوير يعتمد على حاسة النظر, والموسيقى والشعر يعتمد على حاسة السمع, وهكذا فرقوا بين الفنون كذلك على أساس الفنان نفسه, ولكن لم يفرق أحدٌ قبل لسنج بين الفنون على أساس المواد الأولية, وهو بهذه التفرقة أتى ببرهانٍ جديدٍ لفهم طبيعة الشعر, وهاجم القائلين بنظرية التقليد, قائلًا: إن قصة الراهب السابقة الذكر واحدة, ولكن الفنون التي تختلف في موادها الأولية اختلفت في تصويرها؛ فالصخر يصور الألم المكبوت.
ولم يكن هذا التصوير تقليدًا؛ لأن الفنان هنا صوَّر القصة, ولم ينقلها على حقيقتها, فالفنون إذن تختلف باختلاف المواد الأولية, رغم أن الصورة الموجودة في الطبيعة واحدة لم تتعدد.

نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست