responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 252
الطموية المائية؛ لتستقر في الأرض الخصبة، فتمرع وتزهر وتخضر وتحيا، وهكذا تعود الحياة كما كانت؛ ليعود إليها الغيث مرات ومرات يشكو إلى "الحبيب المجهول" فيقول1:
الحب أضناني وقرَّح مهجتي ... وبراني الشوق فزاد بليتي
وتتابعت زفرات قلبي بالأسى ... وتناثرت قطرات دمع المقلة
لم هكذا تنثابني في وحشتي ... وثير أشجان الفراق ولوعتي
لم أيها الصب المتيم بالهوى؟ ... تدمي ضلوعي بعد حرق المهجة
لم هكذا تشكو البعاد وطوله؟ ... وتقول إنك ساهر في محنتي
لم لا تروم لقاءنا يا صاحبي؟ ... كيف السبيل وأنت أهل الفتنة
لم لا تجود بوصلنا طول المدى؟ ... وتزيل هم الواله المتعنت
أتريد مني أن أكون ضحية؟ ... بئس المراد وأنت كنت ضحيتي
الله يجمعنا ويكتب وصلنا ... ويحقق الآمال بعد الفرقة
وهكذا يفيق يحيى من أحلام الصبا وأحلام اليقظة في الحبيب المجهول؛ ليبث شكواه في واقعه الذي يعيشه في شبابه، فيبث آلامه وآهاته إلى خليله وصديقه الذي يستريح إليه، فيستريح هو من عنائها، ويخفف ويلاتها بنظرات الصديق الحنونة وكلماته الحانية، ونبراته اللطيفة، وأنفاسه الرحيمة، فيبدد بشعره وحشة الليل والظلام والنوم والسهام، مع أنيس شعره "مع الخليل"[2].
يا خليلي يا أنيسي في الدجى ... ومرامي دائمًا عند المنام
جد حبيبي باللقا وقت المساء ... لا تغب عني فإني مستهام
قد حرمت النوم حتى نالني ... كل ضر قد برى مني العظام
وغدا جسمي نحيلًا خائرًا ... من سهام الحب أو سهم الغرام
لو رأيت الحال يا خلي وما ... قد أتاني لم تطق حتى الكلام
إن إحساسي ليشدو بالغناء ... قلد الطير وتغريد الحمام
زفرات القلب آهات لنا ... زادت النيران في النفس اضطرام
ذقت مر العيش من طول النوى ... وانقضى العمر ولم اقض المرام
يا حبيبي لا تدعني حائرًا ... هائمًا في الحب أبكي في الظلام
ولتكن مني قريبًا دائمًا ... لتزيل الهم عني والسهام

1 الديوان: 151/ 152.
[2] الديوان: 132/ 133.
نام کتاب : المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست