نام کتاب : المنازل والديار نویسنده : أسامة بن منقذ جلد : 1 صفحه : 20
قال أبو عبد الله الطبري: قال رجل لأبي محمد الحريري - رحمه الله -: كنت على بساط الأنس، وفتح لي طريق إلى الانبساط، فزللت زلة، فحجبت عن مقامي، فكيف السبيل إليه؟ دلني إلى الوصول إلى ما كنت عليه. فبكى أبو محمد، وقال: يا أخي. الكل في قهر هذه الخطة، وفي أسر هذه الرزية، ثم شهق، وسكت ساعة، ثم أنشد:
قف بالديار فهذه آثارهم ... نبك الأحبة حسرة وتشوقا
كم قد وقفت بها أسائل مخبراً ... عن أهلها أو صادراً أو مشفقا
فأجابني داعي الهوى في رسمها ... فارقت من تهوى فعز الملتقى
قيل: لما تغير المتوكل على محمد بن عبد الملك الزيات، كان يتمثل قبل الإيقاع به بقول أبي العتاهية:
سل ديار الحي من غيرها ... وعفاها ومحا منظرها
وهي الدنيا إذا ما أدبرت ... جعلت معروفها منكرها
إنما الدنيا كظل زائل ... أحمد الله، كذا قدرها
وقال أبو كبير - واسمه عتبة بن قادم أحد بني حرام -:
يا صاح قف بديار الحي مقفرة ... من الأحبة واحبس أينقاً قوداً
سقى الإله ... وإن بانوا، وقل لهم
مبنى الخيام، وتلك الأجبل السودا
منازلاً كنت أهوى أن أكون بها ... كما مضى، ليت كان العيش مردودا
وقال محمد بن عبد الأزدي، ثم السلاماني:
أرسم ديار بالستارين تعرف ... عفتها شمال ذات نيرين حرجف
فلم تدع الأرواح والماء والبلى ... من الدار إلا ما يشوق ويشعف
وقفت بها والدمع يذري حبابه ... على الصدر حتى كادت الشمس تكسف
[تكسف] : يريد تغرب
رسوماً كآيات الكتاب مبينة ... بها للحزين الصب مبكى وموقف
كأنك لم تعهد بها الحي جيرة ... جميع الهوى، من حيرة ما تصرف
إذ الناس ناس، والبلاد بغرة ... وأنت بها صب القرينة مؤلف
وقال آخر:
كفى حزناً أني مقيم ببلدة ... أخلاي عنها نازح وبعيد
أقلب طرفي في الديار فلا أرى ... وجوه أحبائي الذين أريد
وقال ثوب الغطفاني:
أبت ألا تكلمك الديار ... وغير رسمها بعدي القطار
فلو نطقت شفت مني سقاماً ... ولكن السكات لها شعار
فهل شعب يداني بعد شعب ... وهل لليان عيشتنا انكرار
عسى هذا العسار من الليالي ... يكون وراءهن لنا يسار
فكل نعيم عيش يا ابن ثوب ... له
لا بد
جمع وانتشار
وقال البحتري:
يا ربوع الديار إني على ما ... قد أراه منكن غير جليد
أخلق الدهر عهدكن وللده ... ر صروف يبلين كل جديد
فرقت شملنا النوى بعد ما كن (م) ... اجميعاً في ظل عيش حميد
وقال الشريف المرتضى - رضي الله عنه -:
إلى كم ذا التصامم والتعاشي ... وكم هذا التواكل والتواني
ولو أنا فهمنا عن خراب الد (م) ... يار مقالها لم يبن بان
ويجني العيش كل أذى ويهوى ... فيا للعيش يعشق وهو جان
وقال أيضاً:
من على هذه الديار أقاما ... لو ضفا ملبس عليه فداما
عج بنا نندب الذين تولوا ... باقتياد المنون عاماً فعاما
سكنوا كل ذروة من أشم ... يحسر الطرف ثم حلوا الرغاما
يا لحى الله مهملاً حسب الده ... ر نئوم الجفون عنه فناما
علقاً في يد المنى كلما نا ... ل هوى يبتغيه رام مراما
أبيات من شعر والدي وأخي - رضي الله عنهما - مما يوافق المعنى المقصود
قال مولاي والدي مجد الدين أبو سلامة مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ - رضي الله عنه -:
ما في وقوفك في الديار تورع ... فأفض شؤون العين فهي الأربع
درست فليس لناظر لولا الهوى ... من طول ما بليت به مستمتع
يا دار لو أنصفت ربعك لم أقف ... فيه كهاتفة تنوح وتسجع
ولما طلبت لي الأساة لأشتفى ... من لوعة طويت عليها الأضلع
ما قدر ما أسفي عليك وحسرتي ... قلت، ولو أن الحشا يتقطع
أنا مدع فيما أقول؛ لأنني ... باق، وعذري عنه ما لا يسمع
فوددت لو أني ظفرت براحة ... إما بموت أو بعيش ينفع
وقال أخي عز الدولة أبو الحسن علي بن مرشد بن علي - رضي الله عنه -:
نام کتاب : المنازل والديار نویسنده : أسامة بن منقذ جلد : 1 صفحه : 20