نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 190
وأحسن السجع: ما تساوت قرائنه في عدد الكلمات, كما في قوله تعالى: {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ، وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [1] فهذه قرائن ثلاث متساوية في أن كلًّا مركب من كلمتين. ويليه ما طالت قرينته الثانية أو الثالثة, فالأولى كما في قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى, مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} فهاتان قرينتان ثانيتهما أكثر عددا من الأولى, والثانية كقوله تعالى: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ، ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ} فقوله: {ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ} قرينة ثالثة، وهي أطول من سابقتيها، كما هو ظاهر.
ولا يحسن أن يؤتى بالقرينة الثانية أو الثالثة أقصر مما سبقتها؛ لأن السجع قد استوفى أمده في الأول، فإذا جاء الثاني أقصر بقي الإنسان عند سماعه بمثابة من يريد الانتهاء إلى غاية, فيعثر دونها.
5- الازدواج: هو تجانس اللفظين المتجاورين كقوله تعالى: {مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ} ونحو: من جد وجد ومن لج ولج, وما أشبه ذلك.
6- لزوم ما لا يلزم: وهو أن يلتزم الناظم أو الناثر قبل الروي نظمًا, أو قبل الحرف الأخير في الفاصلة نثرًا ما ليس بلازم, كالتزام حرف وحركة, أو كالتزام أحدهما بحيث يتم النظم، أو السجع بدونه.
فمما التزم فيه الحرف والحركة معًا قول الطغرائي[2] في لاميته المشهورة:
أصالة الرأي صانتني عن الخطل ... وحلية الفضل زانتني لدى العطل
وكقوله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ، وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ} .
فحرف الروي[3] في البيت هو اللام, وقد جيء قبله بطاء مفتوحة في المصراعين، وهو ليس بلازم والحرف المقابل للروي في الآية هو "الراء" وقد جيء قبله بهاء مفتوحة في الفقرتين, وهو ليس بلازم كذلك؛ إذ يتم النظم في الأول، والسجع في الثاني بدونهما. [1] السدر: شجر النبق, و {مَخْضُودٍ} : مقطوع الشوك, والطلح: نوع ضخم من الشجر. [2] هو شاعر جليل أصبهاني الأصل, برع في الكتابة والشعر حتى كان أوحد زمانه. [3] هو الحرف الذي بني عليه القصيدة في آخر البيت، وتنسب إليه, فيقال: قصيدة ميمية، أو لامية، وهكذا.
نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 190