responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار الربيع في أنواع البديع نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 205
وبلادة في الشعر تشهد أنه ... تيس ولو نصرت بطبع البحتري
يحلو بأفواه الأنامل صفعه ... حتى كأن قذاله من سكر
وقال فيه أيضاً:
سما التلعفري إلى وصالي ... ونفس الكلب تكبر عن وصاله
ينافي خلقه خلقي فتأبى ... فعالي أن تضاف إلى فعاله
فصنعتي النفيسة في لساني ... وصنعته الخسيسة في قذاله
فإن أشعر فما هو من رجالي ... وإن يصفع فما أنا من رجاله
ولم أقف على تاريخ ولادة التلعفري المذكور ولا وفاته، إلا أنه من أهل المائة الرابعة.
والشاعر الثاني، هو شهاب الدين محمد بن يوسف بن مسعود بن بركة الشيباني التلعفري، الأديب البارع المشهور ولد بالموصل سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، واشتغل بالأدب، ومدح الملوك والأعيان، وكان خليعا ممتحنا بالقمار، وكلما أعطاه الملك الأشرف شيئا قامر به، فطرده إلى حلب فمدح العزيز فأحسن إليه، وقرر له رسوما، فسلك ذلك المسلك في القمار، فنودي في حلب من قامر الشهاب التلعفري قطعت يده، فضاقت عليه الأرض، فارتحل من حلب إلى دمشق، ولم يزل يستجدي ويقامر حتى بقي في أتون حمام، وفي الآخر نادم صاحب حماة، وله ديوان شعر مشهور.
ومن شعره قوله:
أقلعت إلا عن العقار ... وتبت إلا عن القمار
فالكأس والزهر ليس يخلو ... منه يميني ولا يساري
ومن رقيق شعره قوله أيضاً:
ألا يا صاحبي هذا المصلى ... وتلك ملاعب الظبي الرخيم
فحي وقل سلاما من سليم ... بذي سلم على الرشأ السليم
وسل غزلان وادي بان سلع ... إذا سنحت عن العهد القديم
وعرض بي فما لي من جنان ... يلاقي بي ظبا ذاك الصريم
وفي تلك الخيام هلال خدر ... غرامي في محبته غريمي
روى عن خصره جسمي وأدى ... صحيحا مسند الخبر السقيم
يخاف قضيب قامته انهصارا ... فلم يبرح يميل مع النسيم
وقوله أيضاً:
يا خليلي وللخليل حقوق ... واجبات الأداء في كل حاله
سل عقيق الحمى وقل إذ تراه ... خاليا من ظبائه المختاله
أين تلك المراشف العسليا ... ت وتلك المعاطف العسالة
وليال قضيتها كلآل ... مع غزال تغار منه الغزاله
بابلي اللحاظ والريق والأل ... فاظ كل مدامة سلساله
وسقيم الجفون والخصر والعه ... د فكل تراه يشكو اعتلاله
ونقي الجبين والخد والثغ ... ر فطوبى لمن حسا جرياله
طويل الصدود والشعر والمط ... ل ومن لي بأن يديم مطاله
وقوله أيضاً:
لم أزل مكثرا عليه السؤالا ... وجوابي ما عنده لي سوى لا
كلما رمت رشف معسول فيه ... هز لي من قوامه عسالا
وتثنى عجبا وماس دلالا ... وانثنى معرضا وصال وقالا
كان عهدي بالخمر وهي حرام ... فبماذا صارت لديك حلالا
ما كأني في الحب إلا فقيه ... جئته ابتغي لديه الجدالا
أنا قصدي تقبيله أرشادا ... كان رشفي رضابه أم ضلالا
هازئا بالغصون عطفا وبالكث ... بان ردفا وبالرماح اعتدالا
وبضوء الصباح ثغرا وبالظل ... ماء شعرا وبالبدور جمالا
ما شجاني فقدي لحبة قلبي ... عندما صاغها لخديه خالا
ما ألطف هذا المعنى وأحلاه، وله كل مقطوع لطيف، ومعنى طريف.
وكانت وفاته سنة خمس وسبعين وستمائة. وإنما آثرت إيراد هذه الفائدة هنا لأنه كان وقع في بعض المجالس ذكر الشهاب التلعفري المذكور، فلم يعرف له أحد من الحاضرين ترجمة، ولا فرقوا بينه وبين أبي الحسين التلعفري المقدم ذكره، فأحببت التنبيه على ذلك هنا عندما عن ذكر الشهاب التلعفري، والاستشهاد بشيء من شعره في التوجيه. ولنرجع إلى ما كنا بصدده من أمثلة التوجيه بقواعد النحو.
فمنه قول ابن أبي الإصبع:
أيا قمرا من حسن وجنته لنا ... وظل عذاريه الضحى والأصائل
جعلتك للتمييز نصبا لناظري ... فهلا رفعت الهجر والهجر فاعل
ويحكى أنه دخل رجل مجلس كافور الأخشيدي، ودعا له وقال في دعائه: أدام الله أيام مولانا - بكسر الميم - فتحدث جماعة من الحاضرين في ذلك وعابوا عليه.
فقام أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله النجيرمي اللغوي كاتب كافور وأنشد مرتجلا:

نام کتاب : أنوار الربيع في أنواع البديع نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست