نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 107
النقاش إلى طرسوس المتاجرة وفيها كانت وفاتهّ سنة 1855 فقال أخوهّ نقولا يرثيهِ:
بدرٌ هوى لا بل ذوى ... غصنٌ وذا مرقدُهُ
نقّاشُ علمِ سيد الع ... لم ارتضى يسعدهُ
يا رحمة المولي على ... ماروننا تعضدُهُ
ويصبُ هاطل غيتها ... أرخ وتغمدهُ
ثم نقلت بعد ذلك رفات المرحوم إلى بيروت ودفنت فيها سنة 1856 فقال شقيقه:
ناديتُ مذ عاد سؤلي منتهى الأملِ ... طرسوسُ لا ناقتي فيها ولا جملي
عودا كبدرٍ تولاّهُ الخسوف لذا ... ها قد أرختُ سناهُ غير مكتملِ
وكان مارون صديقا للشيخ ناصيف اليازجي يتناوبان على الرسالات الودية الأدبية منها رسالة وجهها الشيخ ناصيف إلى مارون إذ كان في طرسوس أولها:
ماذا الوقوف على رسوم المنزل ... هيهات لا يجدي وقوفك فارحلِ
قال فيها:
يا أيها النحريرُ جهبذَ عصرهِ ... مالي أبثُّك علم ما لم تجهلِ
إنَّ المقّدم للحكيم إفادةً ... كمقدمِ للشمس ضوءَ المشعلِ
بَعُدَ المزارُ على مشوقٍ لم يكن ... يشفى عن قرب المزار الأولِ
وختمها بقوله:
إن كان قد بَعُدَ اللقاء لعلةِ ... فابعث إلي بأبهة المتعللِ
فأجابه مارون بما مطلعهُ:
وردت إلي من المقام الأفضلِ ... غرثى الوشاح من الطراز الأولِ
إلى أن قال:
يا من ذا سمح الزمان بنعمةِ ... أبقاك نورا في الظلام لينجلي
كلُّ الرجال إذا مضوا يُرجى لهم ... بدلٌ سواك فلست بالمُستَبدَلِ
جاريتَني فقصرتُ دونك همَّة ... حتى عجزتُ فقد يحقُ العُذر لي
إنَّ الضعيف مقيَّداً بلسانهِ ... مثلُ الأسيرِ مقيَّداً بالأرجلِ
فلما نعي إلى الشيخ صديقهُ بعد أشهر نظم في رثائه قصيدتين من أجود مراثيه
نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 107