نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 165
حرر مدة جريدة النجاح. ولما عمد الآباء اليسوعيون إلى تعريب الأسفار المقدسة عن أصلها العبراني واليوناني رأوا أن أمانة التعريب لا تفي بالمرام إن لم يغط المعرب حقه من الفصاحة والبلاغة بتنقيح العبارة وسبك الكلام وكان إذ ذاك صيت الشيخ إبراهيم نال بعض الشهرة فدعوا به إلى مدرستهم في غرير سنة 1872 وباشروا معه في العمل. فكان الأب أوغسطين روده الذي درس العربية في الجزائر وعلم العلوم الكتابية في فرنسا ينقل الكتب المقدسة فصلاً فصلا وآيةً آيةً بعد مراجعة تفاسير الآباء والمعلّمين والترجمات الشرقيَّة العديدة منها ثلاث ترجمات عربيَّة. فإذا أتم عمله نظر فيه الشيخ نظراً مدققاً فعرض على العرب ملحوظاته ثم تفاوض كلاهما إلى أن يتفقا على رأي واحد فيدونانه بالكتابة ثم يعرضان شغلهما على أربعة أساتذة من الآباء المتضلعين بالعلوم الدينية ومعرفة اللغات الشرقية فلا يطبع شيء إلا بعد مصادقتهم على كمال الترجمة.
وأشتغل الشيخ إبراهيم في تنقيح التوراة العربية نحو تسع سنوات في غرير وبيروت. وقد علم سنين طويلة في المدرسة البطريركية فتخرج عليه كثيرون من أحداثها أشتهر بعضهم بالتآليف. وفي السنة 1884 أتفق على الدكتورين بشارة زلزل وخليل سعادة على نشر مجلة الطبيب فكان الشيخ إبراهيم يحرر فصولها اللغوية والأدبية. ثم أنفرط عقد وصلتهم بعد سنة وأنتقل الشيخ إبراهيم إلى مصر حيث أبرز أولاً مجلة البيان في آذار من السنة 1797 ثم أبدلها بمجلة الضياء التي أنشأها ثماني سنوات إلى تاريخ وفاته في 28 كانون الأول من السنة 1906. فقدت به الآداب العربية أحد أنصارها المعدودين. وقد حضرنا بالسرور في شهور تموز من العام الماضي سنة 1924 حفلة نصب تمثاله في أحد شوارع بيروت فنال ما يستحقه من الإكرام بل أكرمت بشخصه أسرته الفاضلة:
وليس من حاجة هنا أن نعرف صفات الرجل مع قرب عهده بيننا ومما أشتهر به حسن ذوقه في الكتابة وانسجام كلامه فيظهر لقرائه كأنه المرآة الصقلية أو الماء الزلال فكان لا يزال يردد النظر في ما كتب وينقحه مراراً حتى يخرجه كالبرد القشيب والخميلة الناعمة. وكان عارفاً باللغة معرفة واسعة كما تدل عليه بعض مؤلفاته أخصها (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) في جزأين على طريقة كتاب الألفاظ
نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 165