نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 191
شعره على الآلة الموسيقية المعروفة باسم الصنج، ولعله من أجل ذلك سمي صنَّاجة العرب[1]. ويقول أبو النجم في وصف قينة2:
تَغَنَّى فإن اليوم يومٌ من الصِّبا ... ببعض الذي غَنَّى امرؤ القيس أو عمرو
وهو يقصد بعمرو، عمرو بن قميئة. ويقول حسان بن ثابت3:
تَغَنَّ بالشعر إمَّا كنتَ قائله ... إن الغناء لهذا الشعر مضمارُ.
فالغناء كان أساس تعلم الشعر عندهم، ولعلهم من أجل ذلك عبروا عن إلقائه بالإنشاد، ومنه الحداء الذي كانوا يحدون به في أسفارهم وراء إبلهم، وكان غناء شعبيًّا عامًّا.
ويقترن هذا الغناء عندهم بذكر أدوات موسيقية مختلفة كالمزهر والدف وكانا من جلد وكالصنج ولعله هو نفسه الآلة الفارسية المعروفة باسم الجنك، وكالبريط وهو آلة موسيقية وترية شاعت في بلاد الإغريق، ويقص علينا علقمة بن عبدة أنه وفد على بلاط الغساسنة فاستمع عندهم إلى قيان بيزنطيات يضربن على البرابط[4] وكانوا كذلك في الحيرة يستمعون إلى القيان وهن يضربن على الآلات الموسيقية الفارسية. وأدخلوا كثيرًا من هؤلاء القيان إلى جزيرتهم من مثل خُلَيْدة وهُرَيْرة في اليمامة[5] والأخيرة هي صاحبة الأعشى التي ذكرها في معلقته. ويروي الرواة أنه كان بمكة قينتان لعبد الله بن جدعان جلبهما من بلاد الفرس وكانتا تغنيان الناس[6]، وفي أخبار غزوة بدر أنه لما نصح أبو سفيان قريشًا أن تعود قبل أن يوقع الرسول عليه السلام بها قال أبو جهل: والله لا نرجع حتى نرد بدرًا فنقيم عليه ثلاثًا وننحر الجزر ونطعم الطعام ونُسقى الخمور وتعزف علينا القيانُ وتسمع بنا العرب[7]. وفي السيرة النبوية أن الرسول أمر يوم فتح مكة بقتل رجل يسمى ابن خطل كان مسلمًا ثم ارتد وهرب إلى مكة، وكان له قينتان تغنيانه بهجاء الرسول، فأمر بقتلهما، فقُتلت [1] أغاني "طبعة دار الكتب" 9/ 109.
وانظر ترجمته في الشعر والشعراء 1/ 214.
2 الشعر والشعراء: 1/ 60.
3 العمدة لابن رشيق "طبعة أمين هندية" 2/ 241. [4] أغاني "ساسي": 16/ 14. [5] أغاني "طبعة دار الكتب" 9/ 113. [6] أغاني "طبعة دار الكتب" 8/ 327. [7] أغاني "طبعة دار الكتب" 4/ 182.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 191