responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 88
أيقنتُ أني لا محا ... لة حيث صار القوم صائر
وكثيرًا ما يتسعون بهذه النظرة، فيخرجون عن إفناء الزمان لعشائرهم وقبائلهم إلى إفنائه للدول والملوك من حولهم؛ فالليالي والدهر والأزمان في كل وقت تهدم جدارًا كبيرًا إما من ملك أو دولة، وحتى الأنبياء وسليمان الذي سُخِّرت له الجن تلفت نفوسهم جميعًا وهلكوا كما هلك من قبلهم، ويهلك من بعدهم[1].
ودائمًا يكررون أن الدهر بالمرصاد وأنه لا يؤمن في صباحه ومسائه. ولهم في عتابه على فجيعته لهم بالأهل محاورات طريفة، كقول زهير إن صح أنه له2:
يا من لأقوام فجعت بهم ... كانوا ملوك العرب والعجم
استاثر الدهر الغداةَ بهم ... والدهرُ يرميني ولا أرمي
لو كان لي قِرنًا أناضلُهُ ... ما طاش عند حفيظة سهمي3
أو كان يعطي النصف قلت له ... أحرزت قسمك فاله عن قسمي4
يا دهر قد أكثرت فجعتنا ... بسراتنا ووقرت في العظم.
وسلبتنا ما لستَ معقبنا ... يا دهر ما أنصفت في الحكم.
وعلى هذه الشاكلة كان لهم ضرب من التفكير في حقائق الحياة والموت. كما كان لهم حكم كثيرة مقتبسة من حقائق مجتمعهم ومعاشهم. وليس في ذلك كل فلسفة؛ ولكن فيه البساطة والفطرة وما يدل على حنكتهم وتجربتهم الحسية الواقعية.

[1] حماسة البحتري ص83 وانظر المفضليات ص217.
2 حماسة البحتري ص 105 وانظر الديوان "طبعة دار الكتب" ص 385.
3 الحفيظة: الغضب.
4 النصف: العدل.
5 السراة: السادة، وقرت: صدعت.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست