نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 89
[4]- الدين 1
كانت كثرة العرب في الجاهلية وثنية تؤمن بقوى إلهيه كثيرة تنبث في الكواكب ومظاهر الطبيعة، وفي أسماء قبائلهم ما يدل على أنهم كانوا قريبي عهد بالطوطمية "Totemism"؛ إذ تلتف جماعة حول الطوطم تتخذه حاميها والمدافع عنها من مثل كلب وثور وثعلبة. وقد آمنوا بقوى خفية كثيرة في بعض النباتات والجمادات والطير والحيوان، وليس بصحيح ما يزعمه رينان من أنهم كانوا موحدين[2]؛ فقد كانوا يشركون مع الله آلهة أخرى كما جاء في القرآن الكريم، وكانوا يتعبدون لأصنام وأوثان كثيرة اتخذوها رمزًا لآلهتهم، ويفيض كتاب الأصنام لابن الكلبي في بيان هذا الجانب. ويظهر أن عبادة النجوم والكواكب دخلت عندهم من قديم وقد جاءتهم من الصابئة وبقايا الكلدانيين. كما جاءتهم من لدن عرب الجنوب الذين كانوا يرجعون بآلهتم إلى ثالوث مقدس، كما مر بنا، هو القمر أو وَدّ، والشمس أو اللات والزهرة أو العُزَّى. ونراهم يقدسون النار، ويظهر ذلك في إيقادهم لها عند أحلافهم واستمطارهم السماء وتقديم القرابين إليها[3] ويقال إن المجوسية كانت متفشية في تميم وعمان والبحرين وبعض القبائل العربية[4]، والمجوس كما نعرف ثنوية يؤمنون بإلهين يديران العالم هما النور والظلمة أو الخير والشر.
وكانت عبادة الأصنام منتشرة بينهم انتشارًا واسعًا، وقد صوروها أو نحتوها رمزًا لآلهتهم، وقد يرون في بعض الأحجار والأشجار والآبار ما يرمز إليها، ففي أخبارهم أن العزى كانت لغطفان، وهي شجرة بوادي نخلة شرقي مكة، وقد قطعها خالد بن الوليد، وهو يقول:
1 انظر في ديانات الجاهليين الجزءين الخامس والسادس من تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد علي وكتاب روبرتسن سميث: lectures on the Religion of the semites. , وبقايا الوثنية العربية لولهوزن: Reste Arabis chen Heidentums, والأساطير العربية قبل الإسلام لمحمد عبد المعيد خان وتاريخ العرب القديم ترجمة فؤاد حسنين علي. [2] راجع جواد علي 5/ 20 وما بعدها و5/ 53 وما بعدها حيث يذكر رأي رينان وآراء غيره من المستشرقين. [3] انظر الحيوان 4/ 461 وما بعدها. [4] جواد علي 6/ 284 وما بعدها.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 89