نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى جلد : 1 صفحه : 185
قال في جوابها:
وأنت التي قطعت قلبي حزازة ... وقرحت قرح القلب فهو كليم
وأنت التي كلفتني دلج السرى ... وجون الفطا بالجلهتين جثوم
وأنت التي أحفظت قومي فكلهم ... بعيد الرضا داني الصدود كظيم
فقد ذكر الشاعر ضمير صحابته في كل بيت؛ لأنه يحرص على أن يبرز ذاتها ليضيف إليها هذه الأخبار المهمة في صورة واضحة ومقررة، وفي ذلك ما يكشف معاناته، وما تكلفه من مشقة، وعنت من أجلها وهي تتهمه بأنه أخلفها ما وعد، وأشمت بها من كان فيه يلوم، فالمقام يقتضي مزيدًا من التقرير والتوضيح.
ومن هذا قول أميمة له، وكان فتى صبوحا أيدا: "من الطويل"
أيا حسن العينين أنت قتلتني ... ويا فارس الخيلين أنت شفائيا
كان يمكن أن تصوغ أسلوبها على طريقة أخرى تكتفي فيها بذكر الحديثين القتل، والشفاء من غير إعادة المسند إليه، ولكنها حرصت على تقرير نسبة كل حدث إليه في استقلال ووضوح، ثم إن الشاعرة لها ملحظ نفسي دقيق في توزيع المعنى في هذين الشطرين، ومناسبة كل لما نودي به، لم تقل يا فارس الخيلين أنت قتلتني، ويا حسن العينين أنت شفائيا؛ لأنه لم يقتلها بفروسيته كيف وهي ترى في شبابه، وفتوته ما يمؤلها حياة، وأملا كما أنه لم يشفها بعينيه، وكيف وهي ترى في عينيه ما يملؤها صبوة وتهالكا؟
وهذا البيت يختلف في المذاق عن سابقه، فهو تدله وتخنث، وسابقه معاتبة وشكوى.
وهذا المغزى في هذه الخصوصية أعني ذكر المسند إليه لغرض تقرير الخبر، والفعل في صورة بينة واضحة تجده أوقع ما يكون في كتاب الله، اقرأ قوله -تعالى-:
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى جلد : 1 صفحه : 185