نام کتاب : زهر الأكم في الأمثال والحكم نویسنده : اليوسي، نور الدين جلد : 1 صفحه : 248
كأن نسيم الريح في جنباته ... نسيم حبيبٍ أو لقاء مؤملِ
ومثل قول الأعرابي قول أبن ميادة:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بحرة ليلى حيث ربينني أهلي
بلاد بها نيطت عليَّ تمائمي ... وقطعن عني حيث أدركني عقلي
ومن الحنين إلى الوطن على الجملة قول الطائي:
سقى الله أطلالاً بأخيلة الحمى ... وإن كنَّ قد أبدين للناس ما بيا
منازل لو مرت بهن جنازتي ... لقال صداي: حامليَّ انزل بيا
وق الآخر:
طيب الهواء ببغدادٍ يؤرقني ... شوقاً إليها وإن عاقت مقاديرُ
فكيف أصبر عنها الآن إذ جمعت ... طيب الهوائين: ممدود ومقصورُ
وقولي:
سقى الله أطلالاً بأكثبة الحمى ... من العارض الهتان صوب عهاد
بلاد بها حلت سليمى ودارها ... فحل فؤادي عنها وودادي
وأني بها أسقيتها أو بكيتها ... هياما فما أسقيت غير فؤادي
وما أعلم أحدا سبقني إلى هذا المعنى مع تداول هذا الغرض بين الشعراء كثيرا. وسيأتي في أمثال الحنين إلى الوطن زيادة على ما ذكرنا. إن شاء الله تعالى.
وقال راشد بن عبد ربه رضي الله عنه: لقد هان من بالت عليه الثعالب. وكان اسمه في الجاهلية غاوي بن عبد العزى، وكان سادن صبم لقومه بني سليم فبينما هو عنده ذات يوم إذ أقبل ثعلبان يشتدان حتى طلعا عليه فبالا عليه، فقال:
أنَّ ربٌّ يبول الثعلبان برأسه؟ ... لقد هان من بالت عليه الثعالبُ؟
ثم كسره وقال: يا معشر سليم، والله ما يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع! ولحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما اسمك؟ قال: غاوي بن عبد العزى. قال: بل أنت راشد بن عبد ربه، والثعلبان في البيت، بضم الثاء واللام، وهو ذكر الثعالب. هذا قول جماعة من اللغويين منهم الجوهري. وقال آخرون ومنهم صاحب
نام کتاب : زهر الأكم في الأمثال والحكم نویسنده : اليوسي، نور الدين جلد : 1 صفحه : 248