نام کتاب : سرور النفس بمدارك الحواس الخمس نویسنده : التيفاشي، أحمد بن يوسف جلد : 1 صفحه : 33
من كان يحمد ليلاً في تقاصره ... فان ليليَ لا يُدْرى له سَحَرُ
لا تسألوني، إلاّ عن أوائِلهِ ... فآخر الليلِ ما عندي له خبر 91 - العسكري [1] :
بانوا فلم أَدْرِ ما أُلاقي ... مَسٌّ من الوجد أم جنونُ
ليليَ لا يبتغي بَرَاحاً ... كأنه أدهَمٌ حَرون
أُجيلُ في صفحتيه عيناً ... ما يتلاقى لها جفون 92 - الاسفرايني [2] :
ألا هاتها ورديةً عنبيةً ... فقد شَوَّشَتْ ريحُ الصبا طُرَّةَ الوردِ
ولحت هلالُ الفطر نِضواً كأنه ... بدوُّ غِرارِ السيفِ من أسفلِ الغمد 93 - العسكري [3] :
قصر العيشُ بأكناف الغضا ... وكذا العيشُ إذا طاب قصير
في ليالٍ كأباهيم القطا ... لست تدري كيف تأتي فتطير 94 - ابن المعتز [4] :
يا ليلةً كاد من تقاصرها ... يعثُر فيها العشاءُ بالسَّحَرِ 95 - إبراهيم بن العباس الصولي [5] :
وليلةٍ من الليالي الزُّهْرِ ... قابلتُ فيها بدرها ببدري
لم يكُ غير شفقٍ وفجر ... حتى تقضَّتْ وهي بكر الدهر [1] ديوان المعاني 1: 349 ومنها بيتان في حلبة الكميت: 304 ورسالة الطيف، الورقة: 153/ أ (111) ومجموع شعر العسكري: 154. [2] أرى أن هذبن البيتين لم يقعا في موضعهما الصحيح. [3] ديوان المعاني 1: 351 ومجموع شعره: 113. [4] الذخيرة 1/ 2: 772 (دون نسبة) ولم أجده في ديوانه. [5] ديوان المعاني 1: 351 والذخيرة 1/ 2: 772 وزهر الآداب: 299 ومن غاب عنه المطرب: 50 وديوان الصولي: 154.
المطرب والمنتحل) ؛ والكتب التي تلتقي مع كتابه في موضوعات الليل والنهار والسحاب والمطر وما شاكل ذلك، وأهم كتاب قدم له مادة في هذا المجال هو كتاب المعاني للعسكري، وعلى نحو أقل بكثير محاضرات الأدباء للراغب الأصبهاني، فإذا ارتبط الشعر بوصف الحمام والطيور وما تثيره من شوق، ووصف البرق وما يثيره من حنين، فمرجعه الكبير الزهرة لابن داود. ولما كان كتابه يمثل لقاء واسع الجنبات بين المشرق والمغرب، فإن اهتمامه بالمغرب وخاصة أفريقية (تونس) يتجلى باعتماده كتاب الأنموذج لابن رشيق، وهو يعرف كتاب قطب السرور للرقيق معرفة وثيقة، وإن لم يذكره، ولعله احتفظ به ليجعله أحد مصادره الهامة في الجزء الخاص بالشراب من موسوعته، كما يعرف كذلك كتاب " زهر الآداب " للحصري؛ فأما معرفته بالأندلس فقد كفاه أمرها صديقه ابن سعيد في ما خطه من مؤلفات؛ ولست أزعم أنني استطعت رد مادة هذين الجزءين إلى جميع مصادرها، فإن هناك مادة كثيرة لم أستطع أن أعرف من أين قام المؤلف بنقلها. [5] - قيمة الكتاب:
لست أغالي في ما لسرور النفس من قيمة، فهو صورة لاجتماع ثقافتين: الثقافة العربية الإسلامية والثقافة المستمدة من اليونان، وهو كذلك صورة للقاء على المستوى الأدبي بين المشرق العربي والمغرب العربي؛ كان أمثال التيفاشي وابن سعيد وابن دحية الكلبي وغيرهم من المغاربة المهاجرين يمثلون حلقة وصل بين المشرق والمغرب، فيؤلفون للمشارقة وللمغاربة على السواء، ويعلمون أن المزج بين الجانبين هو الذي يبقي على الوحدة الثقافية قائمة في العالم الإسلامي، ولقد أثروا كثيراً في البيئة المشرقية، وخاصة المصرية حين وجهوا أمثال ابن ظافر وغيره إلى اعتماد ذلك المنهج، واستمر أثرهم من بعد في ابن فضل الله العمري والصفدي والكتبي وغيرهم من مؤلفي القرن التالي.
والكتاب جزء من موسوعة ضخمة: نجد أمثلتها من بعد في نهاية الأرب ومسالك الأبصار، ومناهج الفكر وغير ذلك، ولذا فإن قيمته جزء من القيمة الكبرى لتلك الموسوعة المبكرة التي حاولت أن تضم جميع ضروب المعارف، بل تفوقت على كل ما جاء بعدها في أنها لم تتنكر للثقافة اليونانية.
وتتحدد طبيعة الكتاب بالزمن الذي ألف فيه فالمعارف العلمية التي يحاول
نام کتاب : سرور النفس بمدارك الحواس الخمس نویسنده : التيفاشي، أحمد بن يوسف جلد : 1 صفحه : 33