التاريخية مما سار عليه الأقدمون، وهدف الدراسة التي يقوم عليها الكتاب في حد ذاته تمهيد لدراسة الظواهر الأدبية المختلفة عن استقرار المجتمعات بعد الفتوح، ومع ذلك فإنها لا تتعرض لشعر الفتح إلا تعرضًا طفيفًا.
وهذا كتاب آخر يدرس شعر الحرب في أدب العرب في صدر الإسلام إلى أبي فراس الحمداني، لا يشير إلى الفتح الإسلامي ولا إلى شعره بكلمة واحدة، برغم أن هذه الدراسة تجعل شعر الحرب في العصر الأموي نتاجًا لمنازع الحزبية والتسلط المذهبي وسطوة التاريخ، بينما تجعل شعر الحرب في العصر العباسي نتاجًا خالصًا لمنازع الفن وحده بعد تخلخل تلك السيطرة الحزبية والمذهبية. وكان منطقيًّا أن يأخذ شعر الفتح مكانة قبل هذين العهدين في تلك الدراسة كنتاج لتمثل الفكرة الإسلامية حتى تكتمل الصورة التي عُنِي البحث برصدها.
وإزاء هذا النقص يشعر الدارس لدى محاولة تقييم هذا الشعر أن عليه أن يعتمد كل الاعتماد على الانعكاسات الحرة الطليقة لهذا الشعر، وأن يضع النصوص الشعرية وحدها أمام ناظريه، معتمدًا عليها تمامًا في استكناه الأبعاد الفنية ومقومات الشعر وطوابعه، وعلى الله قصد السبيل.
النعمان عبد المتعال القاضي